الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم يوجه التحية لسينما المقاومة وللمخرج رشيد مشهراوي

سعدت باحتضان مهرجان القاهرة السينمائي في دورته هذا العام للأفلام الفلsطينية وفاجأني المستوى الرائع والبساطة المطلقة لفيلمي عيد ميلاد ليلى وحيفا للمخرج الفلsطيني الكبير رشسد مشهراوي ووجدت نفسي اقتحم ميدان النقد السينمائي بهذه الكلمات النابعة من القلب.. تحية لسينما المقاومة وللمخرج رشيد مشهراوي التي تحمس لها الزكيل الناقد الكبير حسام حافظ وتفضل اليوم الأستاذ  أحمد أيوب رئيس التحرير بنشرها في صفحة السينما بالجمهورية..

والكلمة الأخيرة للقارىء العزيز

عن فيلمي حيفا..عيد ميلاد ليلى

إبداع مشهراوي ..جذور راسخة تتمسك بالأرض وتمسك شعلة الأمل

**أسعدتني الابنة الوفية الصحفية الموهوبة والناقدة السينمائية بتحية من نوع فريد بعث بها إلى مشكورا المخرج الفلسطيني الكبير رشيد مشهراوي أثناء مشاركته في اللقاء الأسبوعي للدكتورة المصرية الغالية مي التلمساني الأستاذة  بجامعة أوتاوا بكندا تحت عنوان (ورشة وجهة نظر)

جاءت التحية من المخرج ردا على إنطباع عفوي إيجابي نقلته له الابنة عقب مشاهدتي لفيلمين من تأليفه وإخراجه هما : عيد ميلاد ليلى وحيفا ولامست فيهما فنا جميلا بسيطا مؤثرا متقدما ينطبق عليه المثل المعروف إبداعيا ( منتهى المحلية في الإبداع جواز مرور للعالمية )

**من حيث القصة الفيلمان يتشابهان في إلقاء الضوء على جذور فلسطينية وطيدة وعريقة تبدو وكأنها بسيطة ولكنها تدافع بقوة عن شعب ضربت عزيمته كل المثل العليا في الصمود والبطولة والتصدي لكل آلات ووسائل التدمير والخراب والضغط ..يتمسك بالأرض ويمسك بشعلة الأمل..واثقا في النهاية أنه لا يصح إلا الصحيح.

الكاتب الصحفي الكبير صالح إبراهيم يوجه التحية لسينما المقاومة وللمخرج رشيد مشهراوي 1

**لفت نظري في الفيلمين أيضا أداء رفيع تلقائي بامتياز للفنان الفلسطيني محمد بكري سواء في الفيلم الأول (عيد ميلاد ليلى) يحكي لنا ماذا قابل الرجل من أحداث في الشارع نتيجة لعمله المؤقت كسائق تاكسي انتظارا لتنفيذ وزارة العدل بالسلطة الفلسطينية وعدها له بالعمل قاضيا حسب تخصصه الذي عمل فيه في الغربة ، فاضطر حتى حين للعمل سائقا للتاكسي ..عين فاحصة ووسيلة طيعة للمخرج الكبير كي يقدم لنا نماذجا إيجابية وسلبية تجمعت في النهاية لتفي بالأمل لدى السائق أبو ليلى كي يحتفل مع أسرته الصغيرة بعيد ميلاد ابنته متكامل المعدات والاحتياجات : باقة ورد وتورتة وشمع لإنارة التورتة وترديد الشعار الخالد “سنة حلوة يا جميل”

**وفي الفيلم الثاني أدى شخصية “حيفا” المركبة بين الحكمة والجنون، والتلقائية والفلسفة، والعزلة والمودة الاجتماعية من خلال تعاطف مع أهالي القرية/الحي ينتظرون الفرج بتوقيع اتفاقية أوسلو ويشير إلى فائدة ذات معنى ورمز ينسحب إلى الشعب الفلسطيني كله بإعتبارها أمل لكل الفلسطينيين من خلال الإفراج عن السجين سعيد الذي طال اعتقاله لسنوات وتوقفت الحياة في منزله تقريبا انتظارا لعودته سالما إلى نسيم الحرية..

الأحداث في هذا الفيلم تُعاش ولا تُحكي وتنتهي نهاية غير مسبوقة وأعني بها تمازج المشهد بين مظاهرات الترحيب والفرحة بتوقيع الاتفاق استعدادا لاستقبال المناضل المرحوم ياسر عرفات ومعها جنازة يشيع فيها الأهالي جثمان امرأة عجوز كانوا يعتبرونها أما للجميع وتبادلوا رعايتها وحزنوا لوفاتها..

**هنا يتفق الفيلمان في أن السينما المقنعة قامت بدورها وأدت رسالتها كاملة ..تحرك الجبال إن لم يكن نحو النصر فعلى الأقل تبقى شعلة المقاومة مستمرة..

بإختصار هذان العملان يؤكدان أننا أمام مخرج عربي ينظر للدراما بشكل واقعي جديد ٬إنه مرتبط بالأرض والناس وفي نفس الوقت فاهم تماما رسالة الفن في شرح الأحداث ودعم الحقائق وحشد الهمم من أجل السلوك المأمول على طريق الحرية والسلام الطويل ..

ها هي السينما الفلسطينية تتقدم بخطى واثقة وتدفعنا نحن الكلاسيكيون إلى إعادة النظر فيما وصلنا إليه.

 

Exit mobile version