الكاتب الصحفي صالح إبراهيم يكتب:تعادل بطعم الهزيمة..مبروك سيد البلد ولا عزاء لكولر واللاعبين العائدين !
**كانت مباراة سيئة من جانب الأهلي بكل المقاييس ،ليس هذا هو مستوى بطل نصف العالم وأكثر الفرق إسعادا للجماهير !
لقد خذل الأهلي -اليوم- الجماهير التي جاءت خلفه تشجعه في استاد السلام وأثار القلق والحيرة بين باقي الجماهير الغفيرة في أنحاء مصر والوطن العربي واشترك الجميع في علامة استفهام كبرى : كيف حدث هذا التعادل المهين أمام الاتحاد السكندري ؟ وكيف نجح مدربه اليوناني في الفوز بالجولة من كولر هذه المرة ،مستغلا غياب الموهوب وسام أبو علي وباقي المصابين ؟؟
توقع الكثيرون -وأنا منهم- أن “الأهلي بمن حضر” ليست مقولة كافية اليوم للتغلب على “سيد البلد ” القادم من الثغر منتعشا ثم سعيدا على البساط الأخضر عندما شاهد عن قرب تشكيل النسر الأحمر .
**كنا نتوقع صعوبة في تحقيق الفوز -وهذا طبيعي- لأن نحن جماهير الأهلي لا نسعد بالفوز فقط ولكن بالأداء الطيب والمهاري والتحركات السليمة والمفاجآت الخططية للجهاز الفني ،وإذا -لا قدر الله- خسرنا المباراة فإن حسن الأداء والمجهود الوافر يشفع للاعبين ولا ينالهم -في هذه الحالة-من الغضب الجماهيري إلا القليل.
ذكاء المدرب اليوناني
**فطن المدرب اليوناني إلى أن كولر سيمضي قدما في الضغط المبكر على الرغم من ان تشكيل المقدمة لن يساعده في ذلك بالدرجة المطلوبة فرد عليه بدفاع صلب وتحركات مباشرة بروح شبابية عالية جعلت وقت الشوط الأول يوشك أن ينتهي بالتعادل وأكملت السماء المفاجأة بضربة الجزاء في الدقيقة ٤٤ تسبب فيها حسين الشحات ولعبها بكل ثقة إمام عاشور اللاعب الماهر الماكر ومسجل الأهداف الصعبة ولكنه سىء الحظ في ركلات الجزاء المباشرة والترجيحية فطاشت خارج الشباك وترسبت العقدة عند إمام ..
رغم أن الحل موجود سواء بالتدريب المتواصل حتى الإجادة او الاعتذار عن لعبها للمدير الفني وإتاحة الفرصة لزميل آخر -وليكن عمرو السولية- كما حدث في الضربة الثانية في الشوط الثاني وسجلها باقتدار.
حق مشروع في التعادل
**لم يحافظ الأهلي على تقدمه قبل النهاية بدقائق ..نجح اللاعب الافريقي أوبامي فسجل هدفا جميلا في الوقت الحرج أعاد لسيد البلد حقه المشروع في التعادل لأنه – بكل صدق- لا يستحق الهزيمة اليوم حيث كان لاعبو الوسط والهجوم في الأهلي بلا أنياب فلم نشاهد كثيرا ما اعتدنا عليه من تقدم من ربيعة أو عطية الله كما أسمعنا المحللون في ستديوهات التحليل قبل المباراة.
**أما كهربا فهو الجاني على نفسه ،لأنه حصل اليوم على الفرصة كاملة منذ البداية ورغم ما عرف عنه من ضغط عالي وأهداف صعبة وتاريخ من الإشادة ، إلا أن ابتعاده عن المباريات بسبب العقوبات التي فرضت عليه جعلته اليوم يظهر خارج الفورمة تماما ويمنح كولر الحق في جعله زبونا دائما على دكة الاحتياطي ،هذا لو استمر مع الفريق !!
**بكل أسف جاء تأثير غياب وسام على أداء الأهلي اكبر من المتوقع بكثير مما جعل الجماهير ترفع يديها بالدعاء إلى السماء لكي يعود في أقرب فرصة قبل السجال الافريقي وكان الحل المنطقي -في تقديري- أن يلعب طاهر محمد طاهر مهاجما صريحا ومعه بيرسي تاو منذ بداية المباراة وبالتأكيد لم نكن لنخسر كل هذه الفرص الضائعة التي سيندم عليها الفريق فيما هو قادم من مباريات في الدوري.
**ولأن “رب ضارة نافعة” فإن هذا العرض السىء كان لابد أن يحدث لكشف امور كثيرة الحمد لله جاءت الخسارة بالتعادل فقط ،لطفا من السماء بهؤلاء الجماهير المخلصة
والمطلوب- في تقديري- أمران :
الأول: لماذا لاعبو الاهلي أكثر لاعبي الأندية تعرضا للإصابات سواء البسيطة أو الخطيرة مثلما هو الحال مع علي معلول،ذلك اللاعب المخلص الذي يواصل بعزيمة وإصرار السعي في التأهيل والتدريب ليعود إلى الفريق من جديد ، على الرغم من أن موقفه غامض في الاستمرار مع الفريق..
**الأمر الثاني : على إدارة الأهلي ألا تندفع في التفريط في اللاعبين الممتازين سواء بالبيع أو الإعارة ، إلا بعد ضمان مستوى البديل ويستحسن التعاقد مع الأعمار الصغيرة حتى يكتمل نضجها بالتوجيه والتأهيل ..
وأدعو الكابتن الخطيب مرة أخرى إلى جلسة مصارحة مع اللاعبين والجهاز الفني ومناقشة الأمر في حدود الحقيقة وليس المبالغة لأنه رغم النتيجة السيئة لمباراة اليوم ، فقد جاءت رغم عودة بعض المصابين (الشحات وعاشور وربيعة والشناوي )والذين ظنت الجماهير أنهم لن يتمكنوا من اللحاق بالمباراة ولكنهم شاركوا وحدثت المأساة !!
الكاتب الصحفي صالح إبراهيم
مدير تحرير أول بجريدة الجمهورية