الكتاب
* استكمالا لدور أفراد ومؤسسات القطاع الخاص في مساعدة الحكومة المصرية ل التغلب على أزماتها و حل مشاكلها ، كل على حسب تخصصه . كان من واجبي ك فنان أن اقوم بعملية ” تنشيط الإبداع ” لدى الشعب المصري . لأن مستوى الإبداع الحالي في مصر متواضع جدا و يعتمد ب الدرجة الأولى على النقل والتقليد و الأقتباس من ” النموذج الغربي ” المتقدم جدا و البعيد تماما عن ذهن و عقل المبدع المصري .
لأن أول خطوة صحيحة على طريق الإبداع هي ” تذوق الفنون الجميلة ” ، خاصة ” الرسم ” ، لأن كل مجالات الإبداع تعتمد على الرسم ، كان ازياء أو سيارات أو موبيليا و غيره ، أي حاجة أو أي شئ لكي يتواجد و يتم تنفيذها لابد أن ترسم الأول ، حتى لو كان ” فيلم سنيمائي ” .
* تذوق الفنون الجميلة ينشط الإبداع و يرفع درجة ” الحواس ” و يجعل الإنسان قادر على ” التمييز ” بين الجميل و القبيح ، و عندما تكتمل و تنمو هذه الحواس يستطيع الإنسان أن ” يدرك ” أيضا الخطأ و الصواب ، يدرك الحلال و الحرام.
* مصر لن تتقدم الا عن طريق الإبداع و هي اول خطوة بناء صحيح ل المواطن المصري .
* على غرار عملية البناء الفعلى لأي مبنى ، هناك ” أساس ” ، على درجة عمق هذا الأساس يرتفع المبنى ، و في حالة الإنسان ، هذا الأساس ، هو درجة الإبداع ، كلما كان الإنسان مبدع هذا دليل على جودة بناءه.
* لذلك كانت ” القراءة ” و لازالت ، لها قائمة طويلة من ” الفوائد ” ، الذهنية و الأخلاقية ، ما بين اضافة معلومات جديدة أو تصحيح معلومات قديمة مغلوطة ، القراءة هي ” تمرينات ” لتقوية عضلات المخ و زيادة درجة الذكاء و لن يكون هناك افضل من ” الكتاب ” باعتباره صالة العاب رياضية متنقلة ، دوره هام جدا.
* لذلك اقترح عليك عزيزي القارئ عند اختيارك كتاب للقراءة ، اختار ما يناسب حالتك المزاجية و ليس لادعاء الثقافة و الوجاهة الاجتماعية.
* و لا أنسى ابدا ، يوم ما تم منعى من النزول في ” اجازة ” أثناء تأدية الخدمة العسكرية بسبب ” الشقاوة ” ، فما كان من زميلي في ” الوحدة العسكرية ” قبل ان يغادر أرض المعسكر أن اقترب مني و قال لي ” معلش يا أمير ، ٣ أيام هيعدوا عليك بسرعة ، خد أتسلى ” و اعطاني ” رواية ” ضخمة من حوالي ٤٠٠ صفحة ، اخدتها منه و قرأت الغلاف ” في بيتنا رجل ” ل ” إحسان عبد القدوس “.
* و قد كان ، أجمل٣ أيام استمتعت بهم في حياتي لدرجة اني كنت استيقظ مبكرا لاستكمال القراءة على مدار اليوم ، وحدى في الوحدة ، الوحدة الشخصية و الوحدة العسكرية ، و لكني لم أشعر بهما الأثنين على الإطلاق ، فكان معي كتاب بديع يملأ فراغ هذه الوحدة و يفيض.
* ف الكتاب الورقي كان ” المنقذ “
* الكتاب الورقي سيظل موجود و قائم و لن يندثر أو يتأثر ، لأن ماكينات ” الطباعة ” تتطور ، و هو نفسه من المستحيل الاستغناء عنه ك ” حاجة ” ، الإنسان محتاجها ، و انقراضه و الاعتماد على ” شاشة التليفون ” ل ” القراءة ” ، هو أمر يدخل في نطاق و اطار ” الذوق الشخصي ” لأن قراءة الكتاب مريحة أكثر ، و النقطة الثانية هو أن ” التليفون ” له استخدامات أخرى ، بمعنى أنه يكون أمر غير منطقي أن تدعو الأصدقاء ل سهرة و بعض المشروبات و الجلوس في ” صالون السيارة ” ، لماذا ؟؟؟ لأن السيارة هي مخصصة للتنقل.
اما اذا كان هناك شخص معجب بالجلوس في السيارة ، هو حر ، هذا ذوق شخصي ، إنما هذا ليس معناه إننا سوف نجد مستقبلا ، أن السيارة أصبحت من ” الأماكن ” التي يتردد عليها الناس.
* الكتاب هو الصديق وقت الرخاء الذي لا يبخل على القارئ بكل ما هو ممتع و مفيد و هو المنقذ وقت الازمات الذي يقدم الحلول ، و هو متاح في جميع الأزمنة بشرط أن يكون القارئ يقظ.
أمير وهيب
كاتب وفنان تشكيلي