بقلم.ا.د / ناديه حجازى نعمان
مع ظهور سلالة جديدة من البكتيريا التي تسمى الكليبسيلة الرئوية التي يمكنها مقاومة كل المضادات الحيوية، بدأ ناقوس الخطر يدوّي في ربوع الأرض . “الكليبسيلة القاتلة”، أو “البكتيريا الكابوس” أوالكليبسيلة الرئوية”، هي من أخطر أنواع الجراثيم .ورغم أن بعض السلالات من تلك الجرثومة تنتشر لدى المرضى ضعيفي المناعة، والذين يخضعون للعلاج السريري في المستشفيات وبخاصة في وحدات العناية المركزة؛ فقد بدأت تنتشر بين الأصحاء سلالات جديدة شديدة الشراسة ولها عواقب وخيمة. سلالات قد تتسبب في إصابةِ شخص يتمتع بصحة جيدة بالعمى في يوم واحد، و تسبب تآكُل اللحم، والخراجات الدماغية، مما قد يؤدي إلى وفاته في غضون أيام.
.وهذه “الكليبسيلة الرئوية هي جرثومة بكتيرية تتسبب في العديد من الأعراض. وقد جرى رصد نوعين من هذه الجرثومة، يتعامل كلٌّ منهما مع الجسم البشري بأنماط متباينة؛ إذ عادة ما تصيب الكليبسيلة التقليدية -وهي الأكثر شيوعًا في أوروبا وشمال أمريكا- المرضى الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات، وتتسبب في كثير من المضاعفات. وقد أصبحت هذه السلالة مقاوِمةً بشكل مستمر للمضادات الحيوية، الأمر الذي يجعل التعافي منها صعبًا للغاية.
أما النوع الثاني وهو الكليبسيلة الرئوية شديدة الشراسة، فهو سلالة أكثر شيوعًا لدى الشعوب الآسيوية، وتُعَد خطيرةً جدًّا؛ لأنها تهاجم أعضاءً مختلفة في أجساد الأصحاء. ورغم خطورة هذا النوع الأخير، فإن مقاومته للمضادات الحيوية إيقاعها أبطأ بالمقارنة مع السلالات الكلاسيكية.
هاتين السلالتين لا يمكن التمييز بينهما لعدم وجود اختبار معملي يمكِّن الطاقم الطبي من التمييز بين النوعين.
وهناك دراسة الغرض منها التوصل إلى طريقة يمكن من خلالها معرفة نوع السلالة المصاب بها المريض
تمهيدًا لاكتشاف علاج، وأيضًا لتهيئة سبل الوقاية، خاصةً أن شيوع سلالة الكليبسيلة شديدة الضراوة بين الأصحاء قد يكون بسبب أشياء موجودة في حياتنا اليومية كأجهزة التكييف مثلًا. لذا فإن الدراسة الجديدة تفتح الباب على مصراعيه أمام البحث العلمي لتعرُّف طبيعة هذه البكتيريا التي أصبحت تواجه المضادات الحيوية بدأب وشراسة، وهو أمر تزداد أهميته إذا ما وضعنا في الاعتبار الأرقام المخيفة التي يحملها لنا المستقبل عما قد تخبئه مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية”.
أ.د.نادية حجازي نعمان