احدث الاخبارفلسطين

اللواء الدويري: إسرائيل تنقل قواعدها العسكرية من الضفة الغربية لاستكمال المشروع الاستيطاني 

كتب – محمد السيد راشد 

أثار الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري جدلاً واسعاً بتصريحاته حول الخطوة الإسرائيلية الأخيرة المتمثلة في نقل عدد من قواعدها العسكرية من الضفة الغربية إلى داخل الخط الأخضر. هذه الخطوة، بحسب الدويري، ليست مجرد إجراء ميداني عابر، بل تأتي ضمن خطة مدروسة تهدف إلى تحويل تلك المواقع إلى مستوطنات جديدة، في إطار مشروع توسع استيطاني متسارع.

خلفيات التحرك الإسرائيلي

أوضح الدويري أن هذه التحركات تعكس تلاقي المصالح العسكرية والسياسية داخل منظومة الحكم الإسرائيلية، حيث تقود المنطقة الوسطى شخصيات تنحدر من المستوطنات وتتبنى رؤية منسجمة مع مشروع الحكومة اليمينية الساعي إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الضفة الغربية. هذا التصعيد ترافق مع موجة اقتحامات إسرائيلية لمدن فلسطينية مثل نابلس ورام الله والخليل وبيت لحم، تخللتها عمليات إطلاق نار واعتقالات وهدم منازل، إلى جانب اعتداءات المستوطنين.

المسارات القانونية للاستيطان

أشار الدويري إلى أن إسرائيل تعتمد على مجموعة من الأدوات القانونية لشرعنة الاستيلاء على الأراضي، مثل تصنيف “أراضي الدولة”، و”أراضي الغائبين”، إضافة إلى ذرائع “المصلحة العامة” والحاجة الأمنية والعسكرية. هذه المسارات القانونية تُستخدم كغطاء لتحويل الأراضي إلى بنية استيطانية قائمة، ما يضفي شرعية شكلية على التوسع الاستيطاني.

آلية “التدوير الاستيطاني”

بيّن الدويري أن نقل النقاط العسكرية من الضفة إلى داخل الخط الأخضر يُعد جزءاً من آلية “التدوير الاستيطاني”، حيث يتم إخلاء المواقع العسكرية الحالية تمهيداً لتحويلها إلى نقاط استيطان، قبل إعلانها لاحقاً كمستوطنات دائمة. هذه الآلية تتيح لإسرائيل مضاعفة عدد المستوطنات بشكل غير مباشر، عبر إعادة توظيف المواقع العسكرية السابقة.

اعتداءات موازية

تزامن هذا التحرك مع اعتداءات واسعة نفذها المستوطنون خلال الأيام الماضية، شملت حرق منازل ومركبات في الخليل وبيت لحم وسلفيت، إضافة إلى عمليات هدم قسرية واعتقالات في القدس ورام الله ومناطق أخرى. هذه الاعتداءات تعكس اتساع أدوات السيطرة الإسرائيلية على الأرض، وتؤكد أن التحركات العسكرية والسياسية تسير جنباً إلى جنب مع النشاط الاستيطاني.

مستقبل الضفة الغربية

يرى الدويري أن إسرائيل ستوظف أي نشاط مقاوم في المرحلة المقبلة لتبرير إعادة إنشاء مواقع عسكرية جديدة داخل الضفة، مستندة إلى قوانين تتيح السيطرة على الأراضي بذريعة الحاجة العسكرية. هذا يعني أن عدد النقاط الاستيطانية مرشح للزيادة بصورة غير مباشرة، ما يعزز مشروع التوسع الإسرائيلي على حساب الأراضي الفلسطينية.

 مشروع استيطاني متكامل

تصريحات اللواء فايز الدويري تكشف عن أبعاد استراتيجية لتحركات إسرائيل الأخيرة، التي لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تمتد إلى مشروع استيطاني متكامل يستند إلى أدوات قانونية وسياسية. ومع استمرار هذه السياسات، يبقى مستقبل الضفة الغربية أمام تحديات متصاعدة تهدد الوجود الفلسطيني وتكرّس واقعاً جديداً على الأرض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى