كتب / أحمد بدر
انتهيت منذ ثواني من إعداد كوب قهوتى المعتاد ،وقد دخل الليل واشتد الظلام ،فأدركت أن ميعادها قد أتى .
هذا الزمن الذى أعيش معك فى آفاق خيالى وأنت لست بجانبي فأتجه إلى غرفتى المظلمة واغلق كل الابواب من خلفى الا بابك أتركه مفتوحا في مخيلتى .وما كنت أريد فى هذا الليل البهيم إلا سماع صوتك بجانبى وارتشاف قهوتى معك.
لقد خلق ربى صباح الخير من صوتك يا أجمل من خلق ربى ومن سواه.
أتذكر كلمة “بحبك”لأول مرة منك وما فعلته هذه الكلمة فى أعماقي .
فتغير بها خريفي إلى ربيع وتجددت زهور قلبى المتساقطة الى زهور حمراء يفوح منها العطر الفواح.
وتحولت بها صحرائى إلى واحة خضراء بديعة.
وصارت هى منبع الأنهار بصوتها العذب الرقيق وكان قلبى مصبها.
ويظل صوتك فى بداية ليلي هو الأمان الذى يحتضننى وأنت لست بجانبى.
أفتقد صوتك عند دخول الليل وأظل أتذكر طيفك كإنسان جريح ينتظر الدواء حتى يأتيني صوتك يعزف ويتغنى فى قلبى ثم يرحل ويتركني كلوح زجاج مكسور .
إنها ذكريات لم أحاول قط أن أنساها بل حاولت جاهدا الحفاظ عليها فى ذاكرتى لأعيش بها وأنت لست بجانبي.