اللي تحسبه ” غلبان ” يطلع ” مسيري “
بقلم الفنان / أمير وهيب
حصل انه في سنة ١٩٩٩ تحديدا ، و لم يمض على ظهوري في الدنيا ك ” فنان ” سوى ٦ سنوات ، وكنت قاعد في ” مرسمي ” ، فاتح باب المرسم ك العادة ، حين دخل رجل يبدو في الستين من عمره . وظهر من ملابسه ، انه ليس له علاقة ب المال و الأعمال ، و لم يقل ” سلاموعليكو ” و لا ” صباح الخير ” ، و لكن يبدو عليه أيضا ، من خلال حركته داخل المرسم ومن نظرته ل ” اللوحات ” واقترابه منها و تفحصها ، إنه يا ” خبير ” أو ” مثقف كبير ” .
و بعد ما انتهى من الجولة ، اقترب مني و قال لي : انا سمعت عنك كثير ، من فضلك تتصل بيا وتقول لي على معارضك ( ووضع يده في بنطلونه و اخرج محفظته و تحها و أخد منها ” الكارت الشخصي ” ، المطبوع على ” ورق طابعة شخصية ” تأكيدا على انه ” متواضع ” و قدمه لي ) . بعدها قرأت ” الاسم ” و انتابني شعور رائع مزيج من الفرحة والاندهاش ، ماكنتش شوفته قبل كدة ، و فجأة تلاقي ” المسيري ” في وسط المرسم !!!!!!! و قلت له : ايه دة ، كدة برضو !!! و ضحكنا.
* اسمه عبد الوهاب محمد المسيري ( ٣ أكتوبر ١٩٣٨ – ٢ يوليو ٢٠٠٨ ) مفكر وعالم اجتماع مصري مسلم ، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص ، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام ، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية . أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود ، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود ، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود.
* و بصرف النظر ، كنت تتفق معه أو معجب به أو تختلف معه ، فنحن امام ” مفكر ” مصري كبير.
* و فعلا ، اتصلت به بعد كدة و حضر معرضي في قاعة ” أكسترا ” في الزمالك ، و كتب عني.
* ظهور ” عبد الوهاب المسيري ” في حياتي كان بمثابة ” إشارة ” ل استكمال المهمة الشاقة و تقديم فن ل ” المصريين ” فاقدي احساس تذوق الفنون ، يعرفون نفسهم ” مالناش في الفن التشكيلي ” و يقال ب العامية ” ماعندوش احساس ” و بتعبير دارج ” ماعندوش دم ” ، يعني ” جماد ” ، أو ” صنم “.
* كنت اتمنى ” تكريم ” المسيري في ذكرى وفاته ، ماحدش عمل كدة ، أنا هكرم الأستاذ الكبير.
* قال لي مقولة مهمة مش ناسيها ” بلدنا بتاكل ولادها “.!!!!!!!!
* و الحاجة التانية المهمة اللي عايز اقولها أياك ان تحكم على اي شخص من قميصه وبنطلونه ، على غرار المقولة الشهيرة ” اللي تحسبه موسى يطلع فرعون ” و اللي تحسبه ” غلبان ” يطلع ” مسيري “.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر مصري