سامي عبد العزيز عميد الإعلام الأسبق: هناك فجوة بين حديث النخبة وحديث المواطن حول المفاهيم البيئية
هويدا مصطفى عميد الإعلام الأسبق: يجب التعاون بين المواطن والدولة لنشر الثقافة البيئية
طارق الشواربي يدعو لتسهيل وصول المعلومات للجمهور
متابعة – عزة السيد
اختتمت كلية الإعلام جامعة القاهرة اليوم الخميس 9 مايو 2024 مؤتمرها العلمي الـ 29 المؤتمر العلمي والذي ركز على مناقشة الاتجاهات البحثية الحديثة في مجال الاقتصاد الأخضر.
وبدأ الدكتور سامي عبد العزيز الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس الحلقة النقاشية بتساؤل عن بحوث الرأي العام التي تخبرنا إلى أي مدى الرأي العام مدرك لقضايا الاقتصاد الأخضر، كما تساءل” لماذا نحن من هواة النقل الحرفي للمصطلحات الأجنبية؟، أليس هناك بديل لمصطلح يكون مفهموما للرأي العام؟”، وفي هذا السياق أكد ” عبد العزيز” أن مفهموم الاقتصاد الأخضر يستهدف المواطن، وأكد أن هناك فجوة بين حديث النخبة وحديث العامة، فتساءل ” أين الرأي العام من مفهوم الاقتصاد الأخضر أو التنمية المستدامة”، وأكد أن هناك مفاهيم مغلوطة عند المواطن.
و أكد” عبد العزيز” أننا في المجتمع نستورد المصطلحات وننقلها حرفيا دون معرفة أبعادها،
كما أشار عبد العزيز” إلى أهمية توعية المواطن بأن ما تلوثه وتسبب في تلوثه، سيعود إليك، وأكد أهمية رؤية دراسات تساعد المخطط الإعلامي للدولة أن تقرب هذه المفاهيم للرأي العام .
جاء ذلك في إطار الحلقة النقاشية “الاتجاهات البحثية الحديثة في مجال الاقتصاد الأخضر”، التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر كلية الإعلام جامعة القاهرة العلمي الدولي التاسع والعشرين تحت عنوان “الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، والذي يناقش عددًا من القضايا المرتبطة بالبيئة والمناخ ودور وسائل الإعلام في التوعية والتسويق التحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء خطط التنمية المستدامة، وذلك من خلال العديد من الدراسات العلمية والحلقات النقاشية التي تبحث في توعية الجمهور بالتغيرات المناخية ومخاطرها.. والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.. وإشكاليات القائمين بالاتصال.
وتضمنت الحلقة النقاشية الحديث عن عدد من الموضوعات والقضايا المحورية، ومنها دور الإعلام في تنمية الوعي البيئي: المعايير والإشكاليات، والإعلام الرقمي ونشر الوعي بالاقتصاد الأخضر في ضوء أهداف التنمية المستدامة: رؤية بحثية، وتوظيف شبكات التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الاقتصاد الأخضر، والتوجهات الإعلامية البحثية في التعامل مع قضايا البيئة والمناخ، كيف يكون الجمهور مشاركًا في الاقتصاد الأخضر: دور الإعلام البيئي في تحقيق مشاركة الجمهور، فضلًا عن الموارد البيئية وعلاقتها بالتغيرات المناخية.
وأوضحت هويدا مصطفى، عميدة كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة مصر، أن مفهوم البيئة يتجاوز مصطلح الاقتصاد الأخضر ، ويشمل جوانب عديدة اقتصادية وسياسية واجتماعية ، مشدده على ضرورة خلق وعي بيئي للمواطن البسيط،و مؤكده على أهمية وجود جهود واسعة من قبل وسائل الإعلام لربط مفاهيم البيئة بوعي المواطن.
كما أشارت “مصطفى” إلى أهمية التعاون بين المواطن والدولة في الحفاظ على البيئة، مُذكِّرة بأن الاهتمام السابق بالبيئة كان يقتصر على المشروعات الدولية فقط، وأنه يتعين تعزيز الاهتمام بالقضايا البيئية من خلال توعية المواطن وتحفيزه على المشاركة في الجهود البيئية ، لافته إلى أن الاهتمام الحالي بالتنمية المستدامة يتطلب جهودًا مشتركة بين الدولة ووسائل الإعلام ؛ لنشر الثقافة البيئية.
تعزيز فهم المصطلحات البيئية لدى المواطن المصري
وأشارت حنان يوسف، عميدة كلية الإعلام الأكاديمية العربية للعلوم والنقل البحري، إلى أهمية تعزيز فهم للمصطلحات البيئية والاقتصاد الأخضر لدى المواطن المصري. مشيره إلى ضرورة تحديث المصطلحات المستخدمة في وسائل الإعلام والدراسات الأكاديمية بأساليب مبتكرة ويسهل على المواطن العادي إدراكها، وتعزيز دور الإعلام الرقمي في نشر هذه المفاهيم بشكل أسرع وأكثر تأثيرًا على الأجيال الحالية.
وأوضحت “يوسف” أن التواصل بين المواطن ووسائل الإعلام والحكومة يلعب دورًا أساسيًا في نشر الوعي بالاقتصاد الأخضر والبيئة، مشيرة إلى أن المفاهيم البيئية يجب أن تتخطى مجرد الإدراك الجمهوري وتؤثر في تغيير سلوك المواطنين ، مؤكدة على أن الاقتصاد الأخضر هو مستقبل الدول، وأن الإعلام الرقمي يمثل الوسيلة الأكثر فاعلية في نشر الوعي بهذه المفاهيم والتحديات البيئية المستقبلية.
وأعرب عبد العزيز السيد، عميد كلية الإعلام بجامعة بني سويف، عن ضرورة تسهيل فهم المصطلحات المتعلقة بالبيئة والاقتصاد الأخضر للجماهير، مشيرًا إلى أهمية تعاون أجهزة الدولة ووسائل الإعلام والجمعيات المعنية في هذا الصدد ، و أن الاهتمام بالشأن البيئي في مصر غالبًا ما يكون موسميًا، كما حدث خلال فعاليات “cop 27 “في العام الماضي، موصيًا على ضرورة زيادة تأهيل الكوادر الإعلامية والأكاديمية في المجال البيئي وأهمية إبراز استخدام “الهشتاجات” و”الترندات” وصناع المحتوى لنشر الوعي البيئي.
تطور مفهوم التنمية
وذكرت فؤادة البكري، الأستاذ بقسم الإعلام كلية الآداب بجامعة حلوان، أن موضوع البيئة حاز على اهتمام الكثير من الباحثين والمتخصصين، وأنه تم تسليط الضوء عليه منذ خمسينات وستينات القرن العشرين، وأوضحت تطور مفهوم التنمية من التنمية الاقتصادية إلى الاجتماعية، ثم الثقافية، وبعد ذلك أصبحت التنمية الشاملة، وحديثا أصبحت التنمية المستدامة، فلقد أكدت أن المنظور للتنمية نطوره حسب احتياجنا، ولكنها لفتت أنه يعيبنا عدم الاستمرار .
وعرفت ” البكري” التنمية المستدامة، بأنها تنمية بدون استنزاف موارد البيئة الحالية.
وأضافت ” البكري” أنه يجب إعلاميا أن يتم الوصول للقاعدة الشعبية، والمسؤولية هنا ليست للدولة فقط، ولكن أيضل لجميعات المجتمع المدني.
أوضحت نجوى طنطاوي، الكاتبة الصحفية وعضو مجلس ادارة جمعية كتاب البيئة، نجوى طنطاوي، كيف يكون الجمهور مشارك في الاقتصاد الاخضر، وذلك بأن يعلم أولا معنى الاقتصاد الأخضر، وأهمية الحد من الانبعاثات لأن هذا يؤثر على البيئة.
وأوضحت ” طنطاوي” أنه يمكن اقناع المواطن بالحفاظ على البيئة، من خلال المدخل الإنساني ، ومدخل المنفعة، كأن يوفر لك فرص عمل أو يحسن من صحتك، كذلك ومن خلال المدخل الديني، والمدخل العقلاني.
تسهيل وصول المعلومات للجمهور
فيما أوضح طارق الشواربي، الأمين العام المساعد المبادرة سفراء المناخ، وباحث دكتوراه بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة عين شمس،
أنه يجب تسهيل وصول المعلومات للجمهور، كأن يتم إعلامهم أن البيئة هي من صنع الله، وأي شيء من صنع الله طبيعي أن يكون نظيفًا، فالبيئة ليست ملوثة بطبيعتها، وإنما تم تلويثها من البشر، وأضاف أهمية توضيح أن أي صناعة لها مدخلات وهي الموارد، والمخرجات هي المنتج الذي سيقدم، ولكن يؤدي هذا إلى خروج مخلفات أهمها الانبعاثات الكربونية وغاز الميثان، وهم يمنعون خروج الحرارة الزائدة من كوكب الأرض، وهذا يؤدي بدوره إلى الاحتباس الحراري.
وأضاف أن الاحتباس الحراري يؤثر على ارتفاع منسوب البحر، مما يؤدي إلى ظهور السيول، وهذا كله بسبب تصرفات الانسان.
كما أوضح ” الشواربي” أن مصطلح المخالفات الالكترونية، يجب ان يعلمه الطلاب في الجامعات، وهم بدورهم يساعدوا في نشر التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت الدكتورة كريمان فريد، الأستاذة بكلية الإعلام ومعقبة الحلقة النقاشية، إلى أن تعدد المصطلحات البيئية يؤدي إلى تدارك خاطئ من قبل الأفراد، مؤكده على ضرورة التسويق الدولي والحملات الإعلامية لتعزيز المفاهيم المناخية والبيئية، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الأخضر.
فيما اختلف رفعت فياض، مدير تحرير أخبار اليوم، مع جميع المتحدثين، الذين أكدوا تقصير الإعلام في مناقشة قضايا الاقتصاد الأخضر ، ولكن اتفق أن كثير من المثقفين لا يستطيعون فهم مصطلح الاقتصاد الاخضر، وأكد أن الإعلام دائما يوجه إلى أهمية الحفاظ على البيئة وعدم تلويثها، كما أكد أن الإعلام جزء من التوعية، وأن الدولة تقدم الانشطة، والإعلام يقوم بتوضيحها، كما تساءل “فياض” عن دور المدرسة في التوعية بكيفية الحفاظ على البيئة، وكذلك دور المؤسسات الدينية، ودور الأسرة.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي الـ ٢٩ لكلية الإعلام جامعة القاهرة يُقام يومي ٨ و٩ مايو 2024، بمقر الكلية، بعنوان “الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية”، وذلك برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، وبإشراف الدكتورة ثريا البدوي، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والممارسين للمجال الإعلامي، وبرعاية وزارة التضامن الاجتماعي، وبنك ناصر الاجتماعي، و”الرابطة الدولية لأبحاث الإعلام والاتصال” International Association for Media and Communication Research (IAMCR).