أجرى المركز مسحاً فى نوفمبر الجارى، لتتبع الصفحات الإعلامية لعدد من المجموعات المدنية والنسوية للوقوف على نوع القضايا التى تُنشر وتفاعل المتابعين معها وعددهم، ومدى اهتمام المجموعات بتحديث الصفحات ومتابعتها
كتبت : د.هيام الإبس
عقد مركز الألق للخدمات الصحفية جلسة نقاش، تحت عنوان “المبادرات النسوية البحث عن خطة لتطوير العمل الإعلامى” أوصت بأهمية إبراز تجارب النساء الإيجابية ومبادراتهن فى مناهضة الحرب وخطاب الكراهية ودعم النازحين واللاجئين.
وأعلنت الأمين العام للمركز مديحة عبد الله، إن هناك قصوراً واضحاً فى تناول المؤسسات الإعلامية لقضايا النساء، وأنشطة المبادرات النسوية.
وأضافت أن المركز أجرى مسحاً فى نوفمبر الجارى، لتتبع الصفحات الإعلامية لعدد من المجموعات المدنية والنسوية للوقوف على نوع القضايا التى تُنشر وتفاعل المتابعين معها وعددهم، ومدى اهتمام المجموعات بتحديث الصفحات ومتابعتها.
وأوضحت: أن”المسح اهتم برصد تأثير تلك المجموعات ودورها فى إيصال أصوات النساء فى وسائل الإعلام، مع تسليط الضوء على تحدياتهن فى ظل الأوضاع الراهنة واحتياجاتهن التدريبية”.
وأضافت، “أن نتائج المسح أظهرت أن المجموعات النسوية تعانى من تحديات فى التواصل الرقمى، حيث تفتقر ثلاث مجموعات إلى مواقع إلكترونية وحسابات على توتير وإنستجرام، مما يجعلها تعتمد بشكل أساسى على صفحات فيسبوك”.
وأشارت إلى أن “الصفحات تدار بواسطة لجان إعلامية تعمل على نشر البيانات والتحديثات الخاصة بأنشطة المجموعة، وتتبع هذه المجموعات سياسات تحريرية تركز على تجنب خطاب الكراهيَة والعنصرية، وتعطى قضايا النساء فى دارفور وحقوق النساء ذوات الإعاقة”.
أبرز التحديات وتوصل المسح إلى أن من أبرز التحديات التى تواجه هذه المجموعات تعرض العضوات لملاحقات أمنية واعتقالات بسبب نشاطهن الاجتماعى والسياسى، مما يشكل عائقاً حقيقياً أمام استمرارية عملهن، إلى جانب صعوبة التواصل والتنسيق لظروف الحرب وانقطاع الإنترنت وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤدى إلى تعقيد إضافى نتيجة مشكلات النزوح واللجوء.
علاوة على صعوبة الوصول إلى المعلومات الدقيقة والإحصائيات الضرورية، حيث يتم الإخفاء المتعمد لبعض المعلومات من قبل جهات رسمية، مما يعوق عمل المجموعات فى توثيق الانتهاكات.
بيانات الرصد كما أظهرت بيانات الرصد الإعلامى تفاوتاً فى مستوى التفاعل بين صفحات فيسبوك التابعة للمبادرات النسوية، حيث يعتمد التحديث بشكل رئيس على الأنشطة التى تنظمها المجموعات، وتعتمد مجموعة نسوية فاعلة، تأسست صفحتها عام 2012 ويتابعها أكثر من 2000 شخص، على تحديث الصفحة حسب الأنشطة وتكثف تفاعلها فى أثناء الحملات.
وبين الرصد أن إحدى المجموعة الثانية تأسست فى 2015 ولديها نحو 20 ألف متابع، تركز على بيانات وإعلانات الأنشطة وتكثف التحديث خلال الحملات.
وأنشأت مجموعة ثالثة صفحتها فى 2023 ويتابعها 604 شخصاً وتشارك موضوعات متنوعة، فى حين تعتمد مجموعة أخرى على تحديثات غير منتظمة منذ تأسيس صفحتها فى 2021، مع قلة التفاعل من المتابعين.
وتتميز مجموعة خامسة بتحديثات منتظمة كل 3 إلى 5 أيام وتركز على إعلانات الندوات وأنشطة المجموعة.
توصلت نتائج المسح إلى أن المجموعات النسوية فى السودان تواجه تحديات كبيرة تعيق قدرتها على تعزيز أصوات النساء وإيصالها عبر وسائل الإعلام، فى ظل نقص التواصل الرقمى والتحديات الأمنية والاجتماعية.
وأكدت على ضرورة تحسين البنية الإعلامية وتوفير التدريب المستدام للمجموعات خطوة مهمة لتحقيق أهدافها، مع ضرورة بناء شراكات مستدامة لدعم قضايا المرأة والمشاركة فى مباحثات السلام.
توصيات المشاركين أوصى المشاركات والمشاركون بضرورة تعزيز جلسات حوَار بناء بين الإعلاميين والمجموعات النسوية، وعمل آليات لتقييم، وإنشاء منصات إعلامية لمناصرة قضايا النساء، إضافة إلى ضرورة تعزيز وتفعيل المكاتب الإعلامية فى المنظمات، ووضع استراتيجية إعلامية شاملة لتعزيز أصوات النساء والمناصرات والعمل المشترك.