المتحدث باسم إدارة بايدن: لا شك أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة

ماثيو ميلر يفجر مفاجآت صادمة حول الانقسامات الداخلية والتردد الأمريكي خلال الحرب
✍️ كتب / محمد السيد راشد
في تصريحات مثيرة وغير مسبوقة، أكد ماثيو ميلر، المتحدث الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس جو بايدن، أن “لا شك في أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة”، مشيراً إلى أن هذا الموقف يعكس رأيه الشخصي بعد خروجه من المنصب، وليس الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية.
اعتراف صريح بعد مغادرة المنصب
وقال ميلر، في مقابلة مع بودكاست سكاي نيوز، إنه خلال فترة عمله كمتحدث رسمي، كان ملتزماً بعرض مواقف الحكومة فقط، والتي لم تعترف رسميًا حتى اللحظة بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب. لكنه بعد مغادرة المنصب، أعلن بوضوح أن هناك حالات مؤكدة ارتكب فيها جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب، حتى لو لم تكن ضمن سياسة مؤسسية واضحة من الدولة.
وأضاف ميلر:
“لا أعتقد أنها إبادة جماعية، لكنني أعتقد بلا شك أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب”.
وأشار إلى أن إسرائيل فتحت بعض التحقيقات في تلك الانتهاكات، لكنها لم تُظهر بعد أي مستوى جاد من المساءلة أو المحاسبة، ولم تُقدّم أي جنود لمحاكمات حتى الآن.
انقسامات داخلية في إدارة بايدن
كشف ميلر عن انقسامات عميقة داخل الإدارة الأمريكية بشأن كيفية التعامل مع الحرب في غزة. وأوضح أن الجدل كان محتدماً، سواء داخل وزارة الخارجية أو بين كبار المسؤولين في البيت الأبيض، حول مدى استمرار الدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل.
وتحدث عن وقف شحنة أمريكية من القنابل تزن 2000 رطل في ربيع 2024، نظراً لعدم قناعة الإدارة حينها باستخدامها بشكل يتماشى مع القانون الدولي في غزة. كما أُجّلت شحنات أخرى لحين التوصل إلى تفاهمات حول استخدامها.
التأثير على مسار الحرب.. “رسائل لحماس”
أشار ميلر إلى أن تأخر الدعم العسكري الأمريكي، والاحتجاجات الطلابية الواسعة المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، واعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين، كلها رسائل فهمتها حماس على أنها تشير إلى إمكانية تحقيق مكاسب سياسية دون الاستعجال في وقف إطلاق النار، ما ساهم في إطالة أمد الحرب.
وقال ميلر:
“حماس أدركت أنه كلما صمدت أطول، ستحصل على ما كانت تريده دائماً… وهذا ما جعل القتال يستمر أطول مما كان ينبغي”.
ندم وتأمل في السياسات السابقة
وفي حديثه عن المرحلة بين مايو ويناير، أبدى ميلر ندمه على عدم ممارسة ضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلية من أجل وقف إطلاق النار، قائلاً:
“أتساءل، وربما يتساءل آخرون في الإدارة أيضاً، إذا ما كنا قادرين على فعل المزيد للضغط على إسرائيل خلال تلك الفترة”.
بايدن والولاية الثانية.. صمت داخل البيت الأبيض
في الجزء الأخير من المقابلة، عبّر ميلر عن تحفظه على ترشح بايدن لولاية ثانية، مشيراً إلى أن الجميع في البيت الأبيض كانوا يدركون أنه غير قادر على خوض السباق بنجاح، لكن الخوف من المواجهة منعهم من الحديث بصراحة.
قال ميلر:
“لا أحد أراد أن يكون أول من يتحدث… الجميع كانوا يعرفون، لكن لم يجرؤ أحد على المواجهة”.
وأوضح أن حتى أقرب مستشاري الرئيس كانوا يفتقرون إلى الجرأة لإبلاغه بعدم أهليته، قائلاً:
“لو كان أحدهم قد قال له: سيدي الرئيس، أنت غير قادر على أداء هذه الوظيفة، لكان رفض الأمر على الفور”.