أراء وقراءات

المجد….لمن يصنعه

بقلم /خالد طلب عجلان

حكاياتي لم أرويها بعد كتاباتي لم تزل فى جعبتي.

فكرتي هى حلمي هى أملي هي طموحي فى شدتي.

اليأس لا يعرف لي طريقا والمجد يوما سيطرق باب غرفتي.

القلب مازال ينبض والهواء والنسيم كل صباح أستنشقة.

الحلم يراودني كل يوم أن أصبح مثلكم ،

كاتبا ومفكرا ومبدعا وراويا وحاكيا لأجيال مضت،

وشبابا حاضرا مازالت فى العقد الرابع من عمرى.

مازالت فى الدور الأرضى مازلت فلاحا مفتخرا بين أهل قريتي.

مازلت أغدو وأشدو بين الحقول والسواقي

وأقاربى وجيراني يسألون

هل ستصبح يوما كاتبا؟

قلت لهم ربما ..

قالوا هل ستظهر فى الصحف والتلفاز معقبا؟

قلت لهم ربما..

قالوا وكيف ذلك وانت مقيد بالسلاسل والأغلال

ولا تملك الوصول ولا تعرف الفضول ولا تجامل ولاتزور .

هل حدثتهم عن فقرنا عن قهرنا عن ظلمنا .

ونحن أحياء وسط القبور

هل كتبت عن عبدالعال حالة يغني عن السؤال

هل حدثتهم عن الأرض التى أخذت .

قلت لهم الأرض معكم .

قالوا أرض أى أرض هل تقصد العقود، يوما سيأكلها الدود…

أم تقصد الحدود، لك العمر الممدود

الأرض ليست أرضنا نحن نزرع ومن الزرع لا نذوق

نحن نروى ونظمأ

هل حدثتهم عن الجمعية الزراعية والإيجار

هل حدثتهم عن بيع الكيماوى للتجار

هل حدثتهم عن محصل الكهرباء لمبة واحد أو أثنين

ويريد المحصل الحجز على الأولاد والدار

هل حدثتهم عن الماء وإرتفاع الفاتورة

مع العلم أن ماء شرب القرية نصف ماء نافورة

هل حدثتهم عن الوحدة المحلية

هل حدثتهم عن المدارس والمستشفيات والمعاهد

لاتملك قريتنا أى شئ .

نظرت لهم والحزن يملائني .

كل الكلام صحيح وذهبت إلى بيتى وهنا أدركت

أننى لن أكون يوما كاتبا ولا مؤلفا إلا بهم

أنا فلاح وأفتخر لن أخلع جلبابى ولن أكتب الا همومهم

ولن أروى الإ قصصهم ..

لن أتنازل عنهم وعن معاناتهم ل.

ن أقول شعرا

ولن أسهر الليل بحثا عن أبياته

الشعر أشعر به والأبيات ألاف تألف فى دقائق

بالنظر فى وجوههم.

يبحثون عن الموتى فى القبور وتحت الأرض

والموتى أمامى

فى كل بيت يسكنه الموت

سمعت عنه ولم أجربة ولكن بين هؤلاء الموت ظاهر.

الفكرة تأتى فى ثوانى أمامهم وفى المدن يبحث الكاتب عن المعاناة ولم يجد.

الدموع من عيونهم تكاد تنهمر والدمعة تراها وإن لم تسقط ..

الجوع والفقر حطم أحلامهم

الهم جعل الصبى عجوزا

ورأيت الفتاة قد تجاوز عمرها

ولم تنل من الحياة ما كانت ترغب

الموت يأتى مرة فى الحياة والموت زائر لهم وملازما

المرض أثقل جسدهم وإن كان الجسد الهزيل خلف الثياب متواريا..

الليل يأتى خلف النهار والقمر والشمس يضيئان

وهم حياتهم ظلمة فى ظلمة والوجة شاحبا

لا تكفى الكتابة سطور وسطور فالدمعة سقطت قبل ان أبدأ

هذه ليست قصة من الخيال أرويها

بل هى دموع ونفوس كنت أواسيها…

من غير تعبيرى لا أصنع المجد

فالمجد أصنعة بحقائق

تهدئ نفسى عندما أرويها

يكفينى فخرا حبى لهم فأنا فقير وتلك حقيقة ولن أخفيها .

الليلة فى نفسى صنعت مجدا وما أجمل المجد

بأحلام فقراء وإن ضاع عمرى كتابة ورواية

فتلك نفسى وسوف أرضيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.