Site icon وضوح الاخبارى

المدنيون بالسودان فى رحلة البحث عن الأمان..

المدنيون بالسودان فى رحلة البحث عن الأمان.. 3

كتبت : د.هيام الإبس

 

يعانى المدنيون فى السودان من تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية، مع استمرار القتال فى عدة جبهات، ومع انتشار الأوبئة، التى تنهك أجساد السودانيين، تدهورت الأوضاع بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، ويدفع المدنيون وهم الحلقة الأضعف فى الصراع، الثمن الأكبر فى هذه الحرب الضروس التى اشتدت بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع.

 

واضطر ملايين من السودانيين للفرار من نيران الحرب، والنزوح بحثاً عن الأمان، حيث خلقت الحرب أزمة نزوح هى الأكبر فى العالم، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، وعلى الرغم من مرور ما يقرب من عام و 7 شهور على اندلاع الحرب، إلا أن المدنيين يواصلون النزوح طلباً للأمان.

عنف ممنهج

بينما تواصل ميليشيا الدعم السريع تصعيد عنفها الممنهج بحق المدنيين العزل فى ولاية الجزيرة، وتواصل الكيانات المدنية والحقوقية رصد انتهاكات الدعم السريع فى الفاشر والجزيرة وغيرها من المناطق المنكوبة فى السودان.

 

تصاعد كبير فى العمليات العسكرية

 

فى هذا الصدد، أعلن متحدث باسم تنسيقية النازحين فى إقليم دارفور، فرار أكثر من ثلاثة آلاف شخص من مدينة الفاشر نحو جبل مرة بعد اشتداد المعارك بين أطراف النزاع في المدينة، وجاءت موجة النزوح الجديدة من عاصمة شمال دارفور بعد تصاعد كبير فى العمليات العسكرية بين الجيش وحلفائه ضد قوات الدعم السريع.

 

منسقية النازحين واللاجئين

 

وفى بيان أصدره آدم رجال، المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين فى إقليم دارفور، قال إن نحو 642 أسرة، ما يعادل 3210 أفراد، فروا من مدينة الفاشر ووصلوا إلى مناطق فى جبل مرة.

 

وأوضح أن النازحين يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية للغاية مع عدم توفر أبسط مقومات الحياة اليومية مثل الغذاء والدواء والشراب وغيره، وحث الجهات المانحة على ضرورة زيادة الدعم المالى لتلبية احتياجات النازحين المتزايدة، الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية وأمراض أخرى، وفقاً لـ”سودان تربيون”

 

وفر ما يزيد عن 500 ألف شخص من مدينة الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، منذ مايو الماضى، صوب مناطق فى جبل مرة، فيما فر آخرين إلى الولايات الشمالية.

 

و تواصلت وارتفعت حدة المواجهات بين أطراف النزاع بوتيرة أشد عنفاً، باستخدام كافة أنواع الأسلحة، وأفاد شهود عيان أن قوات الدعم السريع قصفت عن طريق المدفعية الثقيلة أحياء الفاشر الشمالية والغربية، قبل أن تخوض مواجهات مباشرة مع القوة المشتركة فى المحور الشمالى الشرقى إذ يدافع الجيش بضراوة عن المدينة.

 

ورد الجيش على قصف الدعم السريع للمدينة، وقالت الفرقة السادسة مشاة، إن الطيران الحربى دمر دبابات تابعة لقوات الدعم السريع فى منطقة “جقو جقو” أقصى شرق الفاشر، وأفادت بأن المقاتلات الحربية أغارت كذلك على مواقع تمركز الدعم السريع.

 

ولاية الجزيرة

 

فى غضون ذلك، شهدت ولاية الجزيرة، موجات نزوح موجات كبيرة من الفارين من ولاية الجزيرة جراء هجمات قوات الدعم السريع إلى محلية شندى فى ولاية نهر النيل.

 

من جهتها أعلنت منصة نداء الوسط، وفاة 25 مدنياً فى قرية “ود عشيب” شرق ولاية الجزيرة، إثر انتشار الأوبئة وانعدام الرعاية الصحية، نتيجة لحصار الولاية من قبل الدعم السريع.

 

وكشفت منصة نداء الوسط، أن سكان القرية يعانون من انعدام الغذاء والدواء فى ظل انتشار عدد من الأمراض، مناشدةً المنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة التدخل العاجل، وفتح ممرات آمنة لإنقاذ حياة السكان.

 

فى السياق ذاته، حذرت منظمة المؤتمر الجزيرة، من مخطط جديد من ميليشيا الدعم السريع، لارتكاب مجزرة جديدة فى قرية “التكينة” بمحلية الكاملين بولاية الجزيرة، وأكدت المنظمة فى بيان لها، سقوط 3 ضحايا، جراء حصار الدعم السريع للقرية منذ الخميس 14 نوفمبر الجارى.

 

وقال مؤتمر الجزيرة فى بيان رسمى: “يترحّم مؤتمر الجزيرة على أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا على أيدى مليشيا الدعم السريع الإرهابية منذ تدنيسها لأرض ولاية الجزيرة فى ديسمبر من العام الماضى، ويتمنى الشفاء العاجل لكل الجرحى، والمصابين، والعودة الآمنة لكل المختطفين، والمغيّبين، والمحتجزين فى معتقلات المليشيا سيئة السمعة”.

 

وتابع البيان: “لم تشبع أعداد الموتى الذين سقطوا بأيدى المليشيا من قبل فى قرى ومدن الولاية كما فى ود النورة، والسريحة، والهلالية، وتمبول، وغيرها نهم المليشيا وتعطشها لمزيد من الدماء، ولأنها آمِنت العقاب، بصمت اللسان، وموت الضمير الإنسانى، وغضه للطرف عن جرائمها الإنسانية الشنيعة ضد مواطنى ولاية الجزيرة، ها هى اليوم تحاصر قرية (التكينة) بمحلية الكاملين منذ الخميس الماضى 14 نوفمبر الجارى، وسقط جراء الحصار ثلاثة شهداء، يضافون إلى عشرين شهيداً آخرين قتلتهم المليشيا المجرمة فى شهر مايو الماضى بدم بارد”.

 

وتابع البيان: “إننا فى مؤتمر الجزيرة ومن متابعتنا الميدانية اليومية للأحداث على الارض، فقد تأكد لنا بما يصل حد اليقين أن المليشيا الإرهابية تخطط لارتكاب مجزرة أخرى بالتكينة، خاصة وأنها تأوي أعداد كبيرة من النازحين الفارين من بنادق موت المليشيا، حيث وفد إليها سكان من قرى شرق وشمال الولاية مثل “أزرق، والسريحة، وأم مغد، والبشاقرة” وغيرها.

 

واختتمت البيان: “إننا بهذا النداء، نلفت انتباه الجميع بالداخل والخارج، لمنع وقوع كارثة، ومجزرة وشيكة وسط سكان أبرياء، وعزّل بالتكينة، حتى لا نتباكى عليهم بعد ذلك، ونحذّر المليشيا الإرهابية أننا نرصد وبدقة أعمالها، وتخطيطها، بإفراغها للقرى من حول التكينة من السكان إيذاناً لارتكاب مجزرتها”.

 

منظمة أطباء السودان

 

من جهة أخرى، وفى بيان رسمى، كشفت منظمة أطباء السودان، أن قوة من ميليشيا الدعم السريع نفذت هجوم على قرية “شكيري” بولاية النيل الأبيض قتل على أثرها 6 أشخاص وأصيب 7 آخرين حالتهم مستقرة.

 

وحذرت شبكة أطباء السودان من توسع عمليات القتل والتهجير من قبل الدعم السريع فى كل من الجزيرة والنيل الأبيض مما ينذر بكارثة إنسانية جراء عمليات القتل والتهجير.

 

ودعت الشبكة المنظمات الدولية والإقليمية لاتخاذ قرارات حاسمة لإيقاف عمليات القتل من قبل الدعم السريع ضد المدنيين العزل وتطالبها بفتح مسارات إنسانية عاجلة للمناطق التى تقع تحت الحصار فى كل من الجزيرة والنيل الأبيض والفاشر.

المدنيون بالسودان فى رحلة البحث عن الأمان.. 1 المدنيون بالسودان فى رحلة البحث عن الأمان.. 2

Exit mobile version