بقلم : هاله أبو القاسم عبد الحميد
في مؤسساتنا المختلفة نتعامل مع انماط كثيرة من المديرين ، فمنهم المتعاون ، ومنهم المتسلط الديكتاتوري، ومنهم الديمقراطي، ومنهم الكثير والكثير. وقد نعاني من التعامل مع البعض منهم ، ويوجد آخرون نجد الراحة في التعامل معهم مهما طلبوا منا من أعمال .
هل سألت نفسك لماذا قد تشعر بضيق في التعامل معهم واحيانا تشعر برضا مع آخر؟
ولكي أجيب على هذا التساؤل . لابد أن نعرف هل يوجد فرق بينهما ؟ أكيد في فرق بينهما.
لذلك لابد أن نعرف الفرق بين المدير والقائد؟
لقد وجدت تعريفات كثيرة للمدير ، منها أن المدير: هو الشخص المسئول عن مجموعة من المرؤوسين لتحقيق أهداف المنظمة أو المؤسسة.
والمدير يهتم بأربعة أمور:التخطيط، التنظيم، القيادة، الرقابة .
كما أنه يسعى للعمل الروتيني ، ويبتعد عن المشاكل والأخطاء ، يرأس بعض الموظفين .
أما القائد: يُعرف بالشخص المبدع والمتجدد والمتميز في اي عمل يقوم به كما أنه يعتمد على روح الفريق ، ويوزع المهام على أعضاء الفريق. يفكر خارج الصندوق.
ولذلك ليس كل مدير قائد ، ولكن يمكن أن يكون كل قائد مدير.
ولكن الصعوبة نجدها عندما يكون المرؤوسون مبدعون يؤمنون بالتغيير ، ولكن مثل هؤلاء المديرين يعارضون ويحبطون كل مبدع ، تخوفًا من المقارنة وظهور فشله أمام الاخرين، وعدم مواجهته للمشاكل ، لأنه لا يملك ما يظهره من قوة ، فارغ داخلياً يتخوف من مواجهة أي مستحدثات أو مقترحات أو أفكار خارج الصندوق ، ولكنه يميل للأفكار التقليدية والروتينية ، يخاف أن يعمل كل ما هو جديد بدون الرجوع للوائح والقوانين والروتين.
المشكلة تظهر في مواجهة مثل هؤلاء المديرين والمرؤوسين المبدعين حتى يخاف أن يسند لهم منصب خوفاً من يحققوا نجاحاً يطغي على مكانته. فيظهر فشله وعدم قدرته على التغيير.
لا تنسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم” اللهم من ولي أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فأشفق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” صدق رسولنا الكريم
فأيها المديرين حاولوا تتركوا الكرسي ولا تتمسكوا به، حاول أن تكون قائد شجاع متحمل مسئولية ومبدع ومكتشف لمهارات العاملين الذين يعملون معك اكتشف ابداعاتهم ، اجعل نفسك فرد من المجموعة وليس أنت كل المجموعة, ففكر مجموعة خير من فكر واحد.
حاول أيها المدير تستمع للآخرين وتنصت باهتمام وتتدبر الامر بعقل وحكمة تنفيذاً لقول الله تعالى: “الَّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُم اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُم أُولُوا الأَلبَابِ(18)”(سورة الزمر)
ولا تنسى قول “نابليون بونابرت”” جيش من الأرانب يقوده أسد ..خير من …جيش من الأسود يقوده أرنب”.
ولكن أصنع جيش من الأسود يقوده أسد .
واعرف أنه سيأتي وقت ويختفي بريق الكرسي ، ولكن سيحدث ذلك بعد فوات الاوان ، بعد تأثيرك في احباط الناس وتعبهم ، بعد كرههم لك .انقذ نفسك أيها المدير .وتحول إلى قائد يحبه الجميع ويثقوا فيه ويسعوا للتعامل معه وبروح الفريق وفي رفع مؤسساتهم . ولا تحاول أن تتسلق على اكتاف الغير .
تحرك أيها المدير… قبل أن يختفي بريق الذهب.