لم ترد كلمة الضمير فى القرآن بعينها ، ولكن الاسلام أحيى فى القلوب الإيمان ، وقوى فيها الرابط الذى يستطيع به أن يبتعد عن الجريمة ويقترب من الله تعالى . الاسلام دين يقوم على تربية الضمير فى نفس المسلم ، وذلك بأن الضمير كلمة تدل على الغيبة والستر ، فيقال : أضمر الانسان فى نفسه شيئا ، اذا اخفاه وطواه ، ويراد بالضمير الحى فى المجال الخلقى أن يستشعر الانسان – فى نفسه وفى أعماقه – قوة معنوية تصده عن العمل القبيح ، وتحرضه على التصرف الحميد وهذة القوة هى التى يعبر عنها فى الاسلام بالخوف من الله أو خشيته بالغيب ، او محاسبة النفس ، او مراقبة الخالق ، ويقول القرآن فى قوة مراقبة الخالق ( ان كل نفس لما عليها حافظ ) الطارق :4 وقد فسروا ” الحافظ ” هنا الرقيب ، وقال بعضهم : أن المراد بالرقيب هنا هو الضمير . أساس الضمير و دعامته هو الايمان بإله مسيطر قادر ، حفيظ على كل شىء ..محاسب على الكبائر والصغائر : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) الزلزلة ’ 7-8’ واذا ايقن الانسان بإطلاع الله على حركاته وسكناته ، وعلمه بخفى أمره وجليه فاستحى من الله المرافق له ، الرقيب عليه ، القريب منه ، فخشيه بالغيب ، وخافه على كل حال ….متى تحققت هذه الخشية تحقق الضمير الإسلامى الدائم ، الذى لا يخون ، والذى يبلغ بصاحبه الإحسان ، وهى أعلى مراتب العبادة فى الاسلام ، وقد عبر الرسول – عليه الصلاه والسلام – عن هذا الاحسان فيقول : ” الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك “ . الضمير هو المراقبة من الأعماق من الإنسان لأفعاله وقال ابن مسروق الطوسى : ” من راقب الله فى خطرات قلبه ، عصمه الله فى حركات جوارحه ” .