شئون عربيةفلسطين

المركز الأورومتوسطي: عزل شرق خان يونس مخطط استعماري إسرائيلي لغزة

كتب : محمد السيد راشد 

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إنشاء محور عسكري جديد يفصل شرق محافظة خان يونس عن غربها، يمثل تصعيدًا خطيرًا ضمن مشروع استيطاني استعماري يسعى إلى إعادة تشكيل قطاع غزة جغرافيًا وديمغرافيًا، وتفتيت الأرض الفلسطينية بشكل ممنهج.

هندسة ديمغرافية وعسكرية

وأوضح المرصد أن ما يسمى بمحور “ماجين عوز”، الذي يمتد لنحو 15 كيلومترًا، هو أداة استعمارية حديثة لعزل مناطق كاملة داخل خان يونس، مقدّرًا أنه يعزل نحو 45% من مساحة المحافظة، أي حوالي 12% من مجمل مساحة قطاع غزة. وأكد أن هذه الخطوة تندرج ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لفرض وقائع ميدانية دائمة، وتقويض أي فرصة لقيام وحدة جغرافية أو ديمغرافية داخل القطاع.

إعادة إنتاج أدوات استعمارية

أشار البيان إلى أن هذه الإجراءات تمثل عودة لصيغ استعمارية تقليدية بأشكال حديثة، ترمي إلى فرض تفوق عسكري دائم، وتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية، عبر عزل مناطق كاملة ودفع السكان إلى التكدس في رقعة ساحلية ضيقة وغير صالحة للحياة، ما يجعل هذه السياسات وسيلة مباشرة لـالإهلاك المتعمّد.

تدمير ممنهج ومعالم تُمحى

وثّق المرصد تصاعد عمليات القصف والتدمير الشامل في المناطق الشرقية المعزولة من خان يونس خلال الأسابيع الماضية، مشيرًا إلى استخدام الجيش الإسرائيلي الروبوتات المتفجرة والقصف المدفعي، ثم جلب الآليات الثقيلة لـطمس المعالم ونقل الركام إلى وجهات داخل إسرائيل.

ووفق المرصد، تم تدمير نحو 90% من المباني في تلك المناطق، في عملية تهدف إلى محو البيئة العمرانية وليس فقط إلى فتح طريق عسكري كما تروج إسرائيل.

سياسة “الإبادة الحضارية”

وشدّد المرصد على أن إعلان الاحتلال “تطهير” منطقة ما، يعني فعليًا محوها التام من الوجود، بدءًا من تدمير المساكن والمنشآت وحتى التهجير القسري لسكانها. وأضاف أن هذا النمط ظهر بوضوح في شمال قطاع غزة ومدينة رفح، حيث اختُبئت الجرائم وراء لغة عسكرية مضللة.

وأكد أن العقيدة العسكرية الإسرائيلية ترى في الوجود المدني الفلسطيني تهديدًا، وتتعامل مع المدارس والمستشفيات والمنازل كأهداف “إرهابية”، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

جريمة إبادة جماعية متكاملة

اعتبر الأورومتوسطي أن هذه العمليات ليست استثناء، بل جزء من جريمة إبادة جماعية متواصلة منذ أكثر من 21 شهرًا، تهدف إلى القضاء المادي والمعنوي على 2.3 مليون فلسطيني، من خلال تجريدهم من شروط البقاء الأساسية، وتدمير مدنهم ونسيجهم الثقافي والاجتماعي، ومنع عودتهم إلى أراضيهم.

وأكد أن هذا الاستهداف الممنهج يسعى إلى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، وتسهيل إقامة مشاريع استيطانية مكانها، في استكمال لمشروع استعماري عمره عقود.

دعوة للمحاسبة والعقوبات

جدد المرصد دعوته للمجتمع الدولي إلى:

  • وقف الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في غزة.

  • فرض العقوبات على إسرائيل ووقف تصدير الأسلحة إليها.

  • مساءلة الدول المتورطة والمتواطئة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.

  • إنهاء جميع أشكال الدعم العسكري والسياسي والاستخباراتي المقدم لإسرائيل.

خاتمة

المركز الأورومتوسطي حذّر من أن ما يحدث في خان يونس وسائر قطاع غزة يمثل واحدة من أوضح محاولات التهجير الجماعي الممنهجة في التاريخ الحديث، داعيًا إلى تحرك دولي فوري وجاد لوقف الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها، وإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى