المشخصاتى
بقلم/ محمد الخمارى
كله على كله لما تشوفه قوله أنَّ الشعبَ يحتاج إلى شعبٍ لإصلاح كائنِه وكيانِه، حينما يكون الجميعُ متهماً فى نظر الجميع وأنَّ الجميعَ خائنٌ في نظر الجميع وأنَّ الجميع فاسدٌ وجاهلٌ فى نظر الجميع إذن فمَنْ نحن ومَنْ هم.
الشعبُ يلعب مع الحكومة لُعبة القط والفأر يرفع لافتة امسكنى لو عرفت مش هتقدر عليَّ فإذا بالحكومة تزأر وتفرض قيوداً ومحجماتٍ للحريات تحت شعار دا إحنا دفنينه سوا، وعلى هذا الدربِ تسير خُطَى الحياة سِجالاً بين الطرفين والنصرُ حليفُ صاحبِ النَّفَسِ الطويلِ والأعصابِ الهادئةِ. ولا يوجد إلَّا تفسيراً واحداً لهذه الظاهرة أو اللخبطيطة الموجودة وهو إما أن يكون الشعب يعلم أكثر من اللازم أو أنَّ المسئولين على علمٍ ودرايةٍ أكثر من اللازم وكلاهما مهزوم فلا نصر بين الأنداد.
وللخروج من هذه المعارك الدامية :
– أولاً : عدم السماح لأراجوزات الأحزاب المزيفين الذين يدَّعون أنهم وسطاء بين الشعوب والحكومات أو أنهم ألسُن الشعوب مع التمسك بالشرفاء منهم والتأكد من نقاء سجلاتهم .
– ثانياً :أن يشعر المواطن أنَّ له وطناً يحبه ويحميه بكسر الحواجز النفسية والتوصُّل إلى حوارٍ مشتركٍ يفهمه الجميع والاتفاق على محاورَ تأخذُ بأيدينا جميعاً شعباً وحكومةً إلى سفينة نوح طوق النجاة .
أمَّا إذا استمر الشعبُ والمسئولون فى تقمَّصِ دور المشخصاتى واحترف المواطن أدواراً تمثيليةً في قبول القرارات والتعليمات الحكومية من غير جدية فلا تتوقف الانتهاكات على الممتلكات العامة والتعدِّى الصارخ على المقدسات ومقدرات الوطن ، واخطر مثل على ذلك تصريف مياة المجارى ومخلفات المصانع الكيميائية وغيرها فى مياة النيل وروافده فى الوقت الذى تحارب فيه القيادة السياسية للحفاظ على كل قطرة ماء والعجيبُ أنَّ سيفون المرحاض يستهلك أكثر من أربعة مليارات لترٍ من المياة الصالحة للشرب يومياً فضلاً عن سيول المياه الجرَّارة فى المراحيض العامة والمساجد وما خَفِىَ كان أعظم ….آآآ آهٍ يا عبد الودود.