كتبت : د.هيام الإبس
تتسع وتيرة القتال فى الحرب، وتضيق حسب مجريات الأحداث، وتدخل مدنية النيران فجأة فى محاولة من طرف لاجتياح الطرف الآخر.
هذه القاعدة تنطبق على الحرب فى السودان، إذ وصلت الطائرات المسيرة الانتحارية مرة أخرى إلى مدينة عطبرة التى تعرف بعاصمة “الحديد والنار ” بولاية نهر النيل.
وأفادت مصادر عسكرية، بأن قوات “الدعم السريع” استهدفت مطار عطبرة الجديد والسوق الكبير بمسيرات انقضاضية.
وحسب المصادر، فإن المضادات الأرضية تعاملت مع المسيرات دون وقوع خسائر فى الأرواح.
محاولة فاشلة
بدورها، ذكرت لجنة أمن ولاية نهر النيل فى بيان، أن قوات “الدعم السريع”، “نفذت محاولة فاشلة باستهداف مطار عطبرة بمسيرات فجر اليوم”.
وأوضح البيان، أن قوات الدفاع الجوى أسقطت المسيرات خارج أسوار المطار، مضيفاً أن “الأوضاع والأحوال الأمنية بالمطار والمدينة آمنة ومستقرة تماماً”.
وأوضح شهود عيان، بأن الهلع والخوف سيطرا على مدينة عطبرة المكتظة بالنازحين.
ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقاً، حول استهداف مطار عطبرة بمسيرات انتحارية.
ومؤخرا، اكتملت عمليات الصيانة والتوسع بمدرج مطار مدينة عطبرة، وتم إنشاء صالات جديدة للمسافرين، توطئة لاستقبال الرحلات الجوية المحلية والدولية.
وفى وقت سابق أعلنت لجنة تطوير وتأهيل مطار عطبرة، إن ما يجرى بالمطار من عمليات إنشائية يتمثل فى تحويله لمطار دولى يلبى حاجة الولاية والبلاد فى مجالات نقل البضائع والركاب.
سر عطبرة
وتقع مدينة عطبرة فى ولاية نهر النيل فى شمال البلاد، وتبعد عن الخرطوم نحو 310 كيلومترات، وعن مدينة الدامر حاضرة الولاية بنحو 10 كيلومترات، وعن ميناء بورتسودان 611 كيلومتراً.
كما تقع عطبرة على الضفة الشمالية لنهر عطبرة والضفة الشرقية لنهر النيل وتُعتبر من أقدم مدن السودان وأعرقها، وتسمى عاصمة “الحديد والنار” لاستضافتها رئاسة السكة الحديدية فى البلاد.
واختارت بريطانيا عطبرة قديماً لتصبح متوقعاً حربياً لقواتها بعد استعادة استعمار مدينتى أبوحمد وبربر القريبتين منها في عام 1898، لموقعها الذى يحيط به نهر النيل من جهة الجنوب والغرب، واشتهرت المدينة فى تاريخها القديم والحديث بالسكة الحديدية والحركة النقابية السودانية.
وتعد مدينة عطبرة من أوائل المدن التى عاشت حرب المسيرات فى أبريل 2024، حيث سقطت مسيرة انتحارية فوق صالة مناسبات اجتماعية، أثناء إفطار رمضان لكتيبة البراء بن مالك المتحالفة مع الجيش فى الحرب ضد قوات الدعم السريع.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذى كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح فى العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريباً أسوأ أزمة جوع فى العالم”.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب فى السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السودانى والدعم السريع، حرباً خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 11 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وتدخل الحرب فى السودان، فى شهرها الـ 19 دون وجود أى تقارب بين الجيش والدعم السريع للذهاب نحو طاولة المفاوضات، بينما يلوح المجتمع الدولى ممثلاً فى مجلس الأمن الدولى، باتخاذ تدابير لحماية المدنيين، ومن بين المقترحات نشر قوات دولية.