المعقول واللامعقول في إنقطاع النت حول العالم يوم 11 اكتوبر
بقلم / ممدوح الشنهوري
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وبعض من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية ، في منطقة الشرق الاوسط خلال الأيام و الأسابيع الماضية، بالإنسياق الي ما وراء بعض الأخبار التي تتحدث علي إنقطاع النت حول العالم يوم الحادي عشر من شهر اكتوبرالحالي.
مما جعل الناس في حالة من البلبلة و الشائعات الغير منطقية لبعض ما يتدالونه من حكايات وأساطير مختلفة يختلقها البعض من وجهات نظرهم الخاصة، حول تغير طبيعة الحياة علي كوكب الأرض في حال إنقطاع النت عن العالم.
ورجح البعض أن انقطاع النت حول العالم الي بعض الأسباب البشرية وهو إنه سيتم الإنقطاع من قبل الشركات المالكة لشبكات النت حول العالم، كما أعلنت بعض الشركات الغير ربحية في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا، الي ان انقطاع النت سيكون من باب إجراء بعض الإستحداثات الأمنية علي شبكات النت حول العالم لتأمينها للمستقبل ،
ولكن دعونا نستخدم المنطق ولو لثواني في كيفية إتمام تلك التحديثات إن صح الحديث عنها، لإنه من المعروف ان شبكات النت حول العالم تمتلكها العديد من الشركات بالعديد من الأقمار الصناعية حول العالم وليس شركة واحدة. وإنه ليس من المعقول إجراء تلك الإستحداثات في آن واحد طالما، تعمل كل شركة علي حده.
مع التخيل الي أي مدي سيكون حجم الخسائر المادية لإقتصاد العالم وخاصة في الدول الكبري، والتي تعتمد علي نهوض إقتصادها علي شبكات النت إعتماد كلي.إن تعطلت شبكات النت حول العالم ولو لدقائق بسبب بعض العوامل البشرية مره واحدة .
لهذا ليس من المعقول أن يحدث إنقطاع لشبكات النت بفعل عامل بشري مهما عظم الأمر في القدوم علي إجراءه لأي أسباب، وإن حدث هذا فقد يحدث بتفاوت وقتي وزمني قصير إن كان من أجل الصيانة أو الإستحداث الأمني او من أجل التطوير، مع أخذ الإحتياطات اللازمة في تأمين كافة الأعمال الحياتية لهذه الدول .
ولكن أيضا هناك المعقول في أمر إنقطاع النت حول العالم مرة واحدة، لأيام او شهور أو حتي سنوات، بسبب بعض العومل الطبيعية في الكون، مثل العواصف الشمسية والتي تحذر منها، ” وكالة ناسا للفضاء ” بين الحين والأخر ، حيث يمكن أن تتسبب هذه العواصف الشمسية في تعطيل الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية والشبكات الكهربائية ، لهذا تعمل وكالة ناسا علي دراستها بإستمرار، من أجل الوصول علي أخر مستجداتها من باب الدراسة والوقوف علي أخر تطوراتها الفعلية إن تفاقم الأمر حد الخطر الحقيقي تجاه الكون بنوع من التحذيرات والتنبؤات بين الحين والأخر.
لهذا باتت تنتشر أخبار انقطاع شبكات النت بأخبار وحكايات مختلفة ما بين المعقول منها واللامعقول بين عامة الناس في كافة المجتمعات المحلية والدولية في حال عدم إحتكامهم علي المنطق أحياناً، وصاروا يقلقون، من أي أحداث قد تخص العالم، من أي تغيرات سواء كانت هذه التغيرات طبيعية أو حتي بشرية.
ممدوح حسين الشنهوري
*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان