المعلومات الطبية في زمن الإنترنت والعولمة

كتب /د.أمير محمد فريد غنيم

استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض

 

يرى كثير من الأطباء عدداً كبيراً من الحالات الإكلينيكية والتي يعتريها القلق والتوتر بسبب فيديو أو مقال قرأه على مواقع التواصل الاجتماعى أو الشبكة العنكبوتية،ولاينكر أحد أهمية الإنترنت وقدرته على الوصول إلى المعلومات والبحث والدراسة وخاصة أنه قد زادت وبرزت فوائده خلال فترات العزل الصحي،وكذلك الاستشارات الطبية عبر الإنترنت،ولكن الهدف من المقال هو النصيحة بعدم أخذ المعلومات المتوفرة على أي عرض أو شكوى على إنها مؤكدة أو نهائية فإن الطبيب يحتاج دوماً لأخذ التاريخ المرضي للحالة وتوقيع الكشف السريري أولاً حتى يتسنى وضع التشخيص الأولي،ومن ثم يحتاج إلى الفحوصات للمزيد من التدقيق من أجل الوصول للتشخيص النهائي،وتختلف تلك الفحوصات أحياناً بحسب الحالة الإكلينيكية. ولذلك فإن زيارة الطبيب تظل الركن الرئيس في التشخيص والوصول لأفضل سبل العلاج المتاحة لكل حالة ولايوجد داعي للقلق الناتج عن تعميم مقال معين أو معلومة على الإنترنت على إنها متحققة في كل مريض،ومن الأمثلة المشهورة في مجال الجهاز الهضمي وجود الدم الخفي بالبراز وقد يعتقد البعض أنه يعني فقط أورام القولون غير الحميدة ولكن يوجد العديد والعديد من الأسباب الأخرى مثل:البواسير،والشرخ الشرجي،وتمدد الأوعية الدموية بالمستقيم،أو القولون،وكذلك التهابات القولون والتي قد تنتج من التهابات بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية،وكذلك القولون التقرحي وجيوب القولون إذا حدث بها التهابات،ومن ذلك نرى العديد من الأسباب المختلفة والتي تختلف بحسب الحالة وتحتاج للتقييم واختيار الفحوصات المناسبة للتشخيص ومن ثم طرق العلاج اللازمة.

 

Exit mobile version