المغرب تخالف السعودية فى تحديد يوم عرفة
كتب : د/ محمد النجار
باستغراب شديد فوجئت اليوم بالبيان الذي أعلنته وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالمغرب الشقيق بأن عيد الأضحى سيكون ((يوم الأربعاء)) الموافق 22 أغسطس، بينما في السعودية ومصر والأردن وفلسطين سيكون يوم ((الثلاثاء))21 أغسطس2018
وذكر بيان المملكة المغربية الشقيقة بأنها راقبت هلال شهر ذي الحجة لعام 1439 هـ يوم الأحد 12 أغسطس ،وثبت لديها رؤية الهلال ثبوتاً شرعياً، وبناءاً عليه فإن عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الأربعاء العاشر من ذي الحجة والموافق ال22 أغسطس 2018.
والسؤال الذي يطرأ على كل مسلم : هل سارت دول اسلامية اخرى في نفس مسار المغرب خلافا للسعودية؟؟
نعم اتفقت عدة دول مع المغرب في موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الأربعاء 22 أغسطس وهى ماليزيا وسنغافورة واندونيسيا واليابان وسلطنة بروناي.
والسؤال الآخر: هل هذا الخلاف في تحديد يوم الوقوف بعرفة أصبح يتأثر بالخلافات السياسية أو الرياضية بين دول العالم العربي والاسلامي؟؟
لقد فعلت السياسة واختلافاتها الأفاعيل في بلاد المسلمين ، ورغم ان الامر فيه سعة شرعا إلا أن الأمر المحزن ان يتراءى للإنسان المسلم في عالمنا العربي أنه يتأرجح في عباداته بين الفتوى الدينية والفتوى السياسية، وترى معظم شعوب العالم العربي والاسلامي انه ينبغي ان تتوحد في مواعيد مواسمها الدينية التي تجمع شمل الأمة في مشاعرها وشعائرها ولا تتأثر بالمواقف السياسية للحكومات – التي قد يكون اختلافها على المصالح الشخصية لمسئولي تلك الحكومات- وذلك لسببين:
السبب الاول : أن موعد الوقوف بعرفة يهم كل المسلمين حيث ينتظر المسلمون في جميع انحاء العالم يوم عرفة سنويا بشغف ويخصونه بالصيام وكثرة الدعاء والتماس القبول من الله في يوم هذا المشهد العظيم “يوم عرفات” الذي يجمع مشاعر الامة وشعائرها في هذا اليوم .
السبب الثاني : التقدم العلمي الهائل في عالم الفلك والفضاء وامكانية تعانق الرؤيا الشرعية للأهلة مع الحساب الفلكي .
إن الامة الاسلامية تمتاز بوحدة مشاعرها وشعائرها وهو مايحرص عليه الاسلام ، وان الاختلاف المفتعل المبني على خلاف المصالح السياسية والاقتصادية والرياضية لاينبغي ان يؤثر على مشاعر الشعوب ، واذا كانت السعودية صوتت ضد المغرب في تقديمها لكاس العالم عام 2026م ، وربما أغضب هذا الموقف من السعودية كل عربي لتصويتها ضد المغرب الشقيق ، وكان لاينبغي هذا على الفتوى الشرعية على تحديد يوم عرفة.
فهل سيأتي يوم قريب نرى فيه الاتحاد في الفتوى والمواسم والمراسم لعالمنا العربي والاسلامي تمهيدا للاتحاد في كل المجالات وحتى لا نكون دائما فريسة لأعداء الامة .؟؟