بقلم / الدكتور محمد النجار
بعد أكثر من عشرة أشهر على حرب الإبادة التي تشنها قوات الإحتلال على شعب غزة ، لم يتوقع اليهود الصهاينة وأعوانهم من الغرب والشرق خاصة في امريكا واوروبا،أن ينطلق أي صاروخ من غزة تجاه اسرائيل بعد الغزو الغام والمعركة الطاحنة التي لازالت مستمرة منذ عشرة أشهر.
ورغم الإبادة الجماعية لشعب غزة التي وصل عدد ضحاياها أكثر من مائة الف شخص بين قتيل-شهيد- وجريح، لم يتوقع أحد إنطلاق أي صاروخ من داخل غزة تجاه اسرائيل.
ورغم المجازر الإسرائيلية في كل شبر من أرض غزة من أقصاها إلى أقصاها ، ووصول القوات الاسرائيلية بكل اسلحتها البرية والجوية والبحرية الى أقصى نقطة في غزة وهي مدينة رفح .
فشل جحافل الجيش الاسرائيلي في السيطرة على غزة
ورغم كل تلك المعطيات التي تفيد أن إسرائيل قد سيطرت على غزة ، وأخضعت شعبها ومقاومتها لسيطرة جيشها المزعوم بأن الجيش الذي لايُقهر..انطلاق صاروخين على تل ابيب بعد حصار غزة ((10))اشهر
ورغم جحافل الجيش الصهيوني المجرم المتغلغل في غزة أكثر من عشرة أشهر ، إلا أن صاروخين انطلقا اليوم الثلاثاء 13-08-2024م من داخل غزة تجاه تل أبيب ، ولم تستطع القبة الحديدية التصدي لهما واسقاطهما .
الأشد عجباً وإعجاباً وانبهاراً
والأشد عجباً وإعجاباً وانبهاراً ، أن الصاروخين اطلقتهما حماس من بين جحافل القوات العسكرية للجيش الصهيوني المتمركزة داخل غزة حسب بيان حركة حماس.
فقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قصفت مساء الثلاثاء مدينة “تل أبيب” وضواحيها بصاروخين من طراز “M90” رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد بحق أبناء شعبنا.
وقال مصدر في كتائب القسام: إن الصاروخين أطلقا من منطقة تتواجد فيها آليات الاحتلال.
ولم يصدر أي بيان من الجيش الاسرائيلي بتكذيب بيان حماس.
غزة تقاوم رغم محاصرتها من كل الجهات
رغم كل هذا الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي على غزة من كافة الجهات ، ورغم حصار التجويع للشعب الأعزل. ورغم الدعم المفتوح للكيان الصهيوني العسكري ،والسياسي ، والافتصادي ، وذلك من البعيد والقريب ، إلا أن الجيش الصهيوني ومعه الجيش الامريكي لم يستطيعا القضاء على المقاومة في غزة ، ولن يستطيعا بإذن الله…
إنها المعجزة حقاً ..إنها المعركة التاريخية
إنها المعجزة حقاً ..إنها المعركة التاريخية العسكرية والسياسية والاقتصادية بكافة المقاييس في نظر أي منصف سواء كان عسكريا أو سياسيا رغم خذلان الدول التي تدعي الحضارة والعدالة وحقوق الإنسان .
وما النصر إلا من عند الله
اللهم إنا نجعلك في نحر الصهاينة حيثما كانوا ، ومن أي أرض انطلقوا ، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك نحن والبشرية أجمع من شرورهم ، وأرنا نصرك النهائي لغزة وشعبها ومقاومتها.
قال الله تعالى:
((( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)))القصص5-6
((وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ))آل عمران126
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)غافر
(((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..)))
د.محمد النجار 13-08-2024م ظهيرة الثلاثاء 9صفر1445هـ (طوفان الاقصى)