الملكة رانيا أمام منتدي أمبروسيتى: الاستخفاف بالقانون الإنسانى حقبة جديدة من الاختلال العالمي
كتب – محمد السيد راشد
أكدت قرينة العاهل الأردني الملكة رانيا خلال كلمة لها يوم /السبت/ فى الدورة الخمسين من منتدى أمبروسيتى فى سيرنوبيو بإيطاليا بحضور عدد من صناع القرار ورجال الفكر والسياسة والإعلام من إيطاليا والعالم.أكدت قرينة العاهل الأردنى الملكة رانيا العبدالله أن المعايير الغربية المزدوجة تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ساهمت فى “فقدان الثقة بقواعد ومعايير أخلاقية لطالما افترضنا أنها تحكم عالمنا”، وحثت المجتمع الدولى على دعم القانون الإنسانى الدولى.وقالت الملكة رانيا العبدالله:” تستحق شعوب العالم نظاماً عالمياً يمكنها الوثوق فيه، خالٍ من التعصب والثغرات الأخلاقية والبقع العمياء”.
وأضافت خلال المنتدى الذى تنظمه مؤسسة “أمبروسيتي” إن “الفكرية الرائدة فى إيطاليا، أن الغالبية ينظرون إلى حرب إسرائيل على غزة، فيرون ازدواجية صارخة للمعايير… أو الأسوأ من ذلك: تخلٍ واضح عن أى معايير بالمُطلق”.
وأشارت إلى أن جميع سكان غزة تقريباً يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد، ويتضور الأطفال الفلسطينيون جوعاً.. حيث تُعيق إسرائيل الوصول إلى المساعدات الإنسانية.
كما سلطت الضوء على خسائر هذه الحرب الكبيرة، وبتر أطراف أكبر مجموعة من الأطفال فى التاريخ.
وبحسب منظمة إنقاذ الطفل، يُقدّر أن يكون أكثر من 20 ألف طفل قد فُقدوا أو اعتقلوا أو دُفنوا تحت الأنقاض أو فى مقابر جماعية”.
وتابعت قرينة العاهل الأردنى قائلة”لعقود قبل السابع من أكتوبر الماضي، تعرض الفلسطينيون لاحتلال ساحق وإجرامي.. فللفلسطينيين الحق أيضاً فى العيش بسلام وأمان.. وبالرغم من ذلك، مازلنا نراوح مكاننا”.
وتساءلت الملكة رانيا: هل يتوقع العالم من أى شعب غربى أن يتحمل حياة مشابهة فى ظل احتلال وعنف؟، مشيرة إلى أن هذا الظلم أصبح مقبولاً ومبرراً على مرأى ومسمع المجتمع الدولى فى فلسطين.. كما تساءلت “هل يقول العالم أن أمن إسرائيل أهم من أمن أى دولة أخرى، وبالتالي، لا يُعتبر أى إجراء محظوراً فى سبيل ذلك؟”.
وأضافت الملكة رانيا”هذا الانتقاص من قيمة حياة الإنسان (الفلسطيني) لا بد أن يُسمى بمُسماه: عنصرية ضد الفلسطينيين”، مشددة على أنه “لا يمكن لهذا الفشل أن يستمر”.
وأكدت أن “ازدواجية المعايير تتعدى كونها نفاقاً، هى تجريد من الإنسانية.. هى وحشية- وإن لم تكن هذه عنصريةً، فلا أعلم ما هي!”
ولفتت إلى أن تطبيق القانون الإنسانى الدولى بشكل انتقائى والاستخفاف بالمحاكم الدولية وقراراتها هو “حقبة جديدة من الاختلال العالمي”.
وأردفت قائلة “لذلك يجب علينا رفضُ المعايير المزدوجة والمطالبة بالمساءلة وإيجاد طريق مشترك للسلام، لخلق ذلك المستقبل الذى يستحقه الفلسطينيون والإسرائيليون ونستحقه جميعاً”.
وطرحت الملكة رانيا عددا من المبادئ الأساسية غير القابلة للجدل والتى يمكن أن تمثل أساساً مشتركاً من أجل سلام مشترك دائم وعادل.
مؤكدة ضرورة أن يسود القانون الدولى دون استثناء، وأنه “لا يمكن تحقيق السلام من خلال إجبار الطرف الأضعف على قبول شروط غير متكافئة.. فللفلسطينيين كما للإسرائيليين حقاً متساوياً فى الأمن وتقرير المصير”.
وأضافت “حتى تسود العدالة، لا بد من المساءلة”، مشيرة إلى أن “النقيض للمساءلة هو الإفلات من العقاب، وذلك الشعور بالحصانة لا يُولد بين ليلة وضحاها”، وأنه “عند غياب المحاسبة يصبح الحديث عن القانون الدولى والعدالة وحقوق الإنسان خطاباً أجوف”.. مؤكدة أن “الأمن الحقيقى ليس مكسباً لطرف واحد على حساب الآخر. السلام العادل يجعل الأمن متبادلاً”.
وقالت قرينة العاهل الأردني، بحسب بيان من مكتبها “على مدى عقود من الزمن، سعت إسرائيل إلى ضمان سلامة مواطنيها عبر حرمان الفلسطينيين من حقهم فى ذلك”.
مؤكدة ان هذا المسار غير قابل للاستمرار فانعدام الأمن لأى من الطرفين لا يخدم الطرف الآخر.
وشددت على ضرورة حظر الأصوات شديدة التطرف من المشاركة فى الحوار”.
و”لا يمكن للمستقبل أن يكون رهينة لأولئك الذين يدعون للمجاعة والإبادة والتهجير الجماعي… الذين يُشِيدون بالعقاب الجماعى ويدافعون عما لا يُعقل تبريره.”
ومن بين المشاركين فى المنتدى هذا العام رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس أذربيجان إلهام علييف، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل.