احدث الاخبار

 الملياردير صاحب “آبل” والقيمة الحقيقية للمال .. بقلم : عبد الغفار مصطفى

ستيف جوبز

لما كان المال عصب الحياة ووسيلة بناء الحضارات وازدهار الأمم لذا تتطلع إليه النفوس البشرية وتحاول أن تجمع منه الكثير والكثير وهو انعكاس طبيعي للفطرة التي فطر الناس عليها حين قال الله تعالي: “وتحبون المال حباً جمّا” الفجر: 20. وكما في وصف النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ بقوله: “لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغي وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله علي من تاب”.

ولا عجب أن يكون للمال في الأديان قيمة كبيرة ومكانة مرموقة إذ كل ما في الحياة يعتمد عليه من علم وصحة وقوة وعمران وسلطان.

لفظة المال ذكرت في القرآن 86 مرة مفرداً وجمعاً. معرفاً ومنكراً. مضافاً ومنقطعاً عن الإضافة. فيما حظيت كلمة المال في الأحاديث النبوية بقيمة بأن المال من أول ما يحاسب عليه العبد يوم الدين وأن البركة تأتي في المال باشتراط الحل في تحصيله.

المال في الإسلام يعتبر عصب الحياة وبه يستطيع الإنسان أن يحقق الخير لنفسه ولمجتمعه لذا يجب التصرف فيه علي نحو سليم. وبسببه نهي الإسلام عن الرشوة والمحسوبية والتملق والوصولية وكل ما يعطي لقضاء مصلحة أو لإحقاق باطل وإبطال حق وكذلك يمكن للمال حين يستخدم في غير مكانه تكون نتائجه الفساد المدمر والاحتيال والخديعة والغش والتدليس. وفي هذا الصدد منع الإسلام المال عن السفهاء الذين لا يجيدون حسن التصرف فيه. وقد يكون فاتحاً لشهية السرقة والابتزاز وإشاعة الكبر والسلطة.

إن ما دفعني إلي كتابة هذه السطور في هذا المقام هو ما كتبه الملياردير ستيف جوبز مؤسس شركة “آبل” وصراعه مع المرض تاركاً وراءه بعد رحيله أهم شركة للبرمجيات في العالم بلغت قيمتها السوقية نحو 700 مليار دولار وهي أغلي شركة في التاريخ.. فماذا قال جوبز وهو علي فراش الموت ذاك الملياردير وصاحب المال.. قال: لقد وصلت لقمة النجاح في الأعمال التجارية في عيون الآخرين.. حياتي كانت رمزاً للنجاح وكان لدي الوقت القليل للفرح. وأخيراً في النهاية ثروتي هي مجرد حقيقة أنا معتاد عليها.

وبينما هو علي سريره في المستشفي.. يقول جوبز: أتذكر حياتي الطويلة. أدركت أن جميع الجوائز والثروات التي كنت أفاخر بها أصبحت ضئيلة وغير ذات معني مع اقتراب الموت الوشيك.

وفي الظلام يقول جوبز: عندما أنظر إلي الأضواء الخضراء لمعدات التنفس الصناعي وأنصت لأصواتها أشعر بالموت يقترب مني.

وهنا أدرك جوبز المليادير أن حياتنا فيها الكثير لتحقيق أهداف لا تتعلق بالثروة فقط. ويقول إن ملاحقتك للثروة يجعل منك مجرد شخص منهك أو كائن آلي.. رغم أننا كائنات يجب أن تشعر بالحب وتتجنب أوهام الشهرة أو الثروة حيث لا نأخذهما معنا في القبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.