احدث الاخبارفلسطين

المنظمة الدولية للهجرة:السيول تغرق المخيمات وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة

كتب – وليد علي

في مشهد إنساني مأساوي يتكرر مع كل فصل شتاء، يواجه مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة خطر غرق خيامهم وملاجئهم نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول، وسط عجز واضح في توفير مواد الإيواء الأساسية. ومع استمرار القيود المفروضة على دخول المعدات والمواد اللازمة، تتفاقم معاناة العائلات التي شردتها الحرب، لتجد نفسها أمام تحديات جديدة تهدد حياتها وصحتها.

السيول تغرق المخيمات وتفاقم الأزمة الإنسانية

شهد قطاع غزة في الثاني عشر من ديسمبر أمطارًا غزيرة أدت إلى غرق آلاف الخيام التي تؤوي النازحين، حيث أعلنت وزارة الصحة عن وفاة رضيعة بسبب البرد القارس، فيما أكدت حكومة غزة أن 12 شخصًا لقوا حتفهم أو في عداد المفقودين نتيجة العاصفة، إضافة إلى انهيار 13 مبنى وغمر 27 ألف خيمة بالمياه. هذه الكارثة الطبيعية جاءت لتزيد من مأساة نحو 795 ألف نازح يعيشون في مناطق منخفضة مليئة بالأنقاض، دون بنية تحتية أو صرف صحي، مما يرفع احتمالات تفشي الأمراض.

نقص الإمدادات وتحديات الإيواء

المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن الإمدادات المتوفرة غير كافية لمواجهة الفيضانات، حيث تأخر وصول مواد أساسية مثل الأخشاب، الألواح الخشبية، أكياس الرمل، ومضخات المياه. ورغم إعلان إسرائيل أنها وافقت على إدخال مئات آلاف الخيام والمواد المرتبطة بفصل الشتاء، إلا أن الواقع على الأرض يكشف عن فجوة كبيرة بين الاحتياجات الفعلية والإمدادات المتاحة، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن هناك حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة جديدة على الأقل لإيواء 1.5 مليون نازح.

معاناة النازحين اليومية

في مخيم النصيرات وسط القطاع، غمرت المياه الخيام وأغرقت المراتب والملابس، فيما حاول السكان جاهدين إخراج المياه دون جدوى. يوسف طوطح، أحد النازحين، وصف الوضع بقوله: “طول الليل أنا والولاد على رجلينا.. إذا أنا الكبير مش متحمل كيف الأطفال؟”. هذه الكلمات تلخص حجم المعاناة التي يعيشها الآلاف، حيث أصبح حتى طهي الطعام تحديًا يوميًا وسط غياب أبسط مقومات الحياة.

المخاطر الصحية والبيئية

منظمة الصحة العالمية حذرت من أن آلاف العائلات تلجأ إلى مناطق ساحلية منخفضة مليئة بالحطام وتفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي، مما يعرضها لمخاطر صحية جسيمة نتيجة التلوث وانتشار النفايات. أكثر من أربعة آلاف شخص يعيشون في مناطق عالية الخطورة، بينهم ألف يتأثرون مباشرة بالأمواج العاتية القادمة من البحر، ما يزيد من هشاشة الوضع الإنساني في القطاع.

عجز الإستجابة الدولية 

الأمطار الغزيرة والسيول الأخيرة في غزة لم تكن مجرد ظاهرة طبيعية، بل تحولت إلى كارثة إنسانية تكشف حجم العجز في الاستجابة الدولية والقصور في توفير الإمدادات الأساسية. وبينما يواجه النازحون خطر الغرق والبرد والمرض، يبقى الحل مرهونًا بقدرة المجتمع الدولي على التحرك السريع لتأمين المأوى والمواد الضرورية، قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة أكبر يصعب احتواؤها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى