الصراط المستقيم

المنقذ من الضيــــــــــــــاع من أوصاف الهمج الرعـاع

إعداد الدكتور عبد المنعم ابراهيم عامر.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وبعد…

ففى ظل هذه الأحداث الجارية فى مصرنا الحبيبة يحلو لى أن أتقدم اليكم بهذا الموضوع الذى هو فى جملته دافع للعلم وأهله فى هذه الفتن وفى هذه الأحداث وغيرها فالفتنة إذا أطلت برأسها لا يعرفها والمخرج منها إلا العلماء و كيف لا وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ( على قول ) وهم الجماعة المأمور بلزومها على كل حال لهذا ولغيره قلت أُذكر نفسي وإياكم بالمنقذ من الضياع من اوصاف الهمج الرعاع ولإمور أخرى منها :-

لأن الرعاع كما قال ابن القيم ” فَإِنَّهُم الأكثرون عددا الأقلون عند الله قدرا ” ،ويؤيده قوله ﷺ :«يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ،الحديث» وسيأتى الكلام عليه قريباً.

لأن الهمج الرعاع كما قال ابن القيم: ” وهم حطب كل فتْنَة بهم توقد ويشب ضرامها فَإِنَّهَا يَهْتَز لَهَا أُولو الدّين ويتولاها الهمج الرعاع ” ، وقال أيضًا : “وَهَؤُلَاء من أضر الْخلق على الاديان، ويؤيده ما قَالَه أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ المَصْدُوقَ يَقُولُ: «هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ» فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً.

فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ: بَنِي فُلاَنٍ، وَبَنِي فُلاَنٍ، لَفَعَلْتُ. فَكُنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مُلِّكُوا بِالشَّأْمِ، فَإِذَا رَآهُمْ غِلْمَانًا أَحْدَاثًا قَالَ لَنَا: عَسَى هَؤُلاَءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ؟ قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ.

لذلك كان ﷺ يتعوذ من هذا الصنف من الناس كماأَخْرَجَ عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ وبن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ: ” أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ قَالُوا وَمَا إِمَارَة الصّبيان؟ قَالَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ هَلَكْتُمْ أَيْ فِي دِينِكُمْ وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ أَهْلَكُوكُمْ أَيْ فِي دُنْيَاكُمْ بِإِزْهَاقِ النَّفْسِ أَوْ بِإِذْهَابِ الْمَالِ أَوْ بِهِمَا “وَفِي رِوَايَة بن أَبِي شَيْبَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَمْشِي فِي السُّوقِ وَيَقُولُ: ( اللَّهُمَّ لَا تُدْرِكْنِي سَنَةُ سِتِّينَ وَلَا إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ ).

ولأن البحث عن أصناف الناس ومعادنهم مطلب شرعى قال ﷺ «فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَخِيَارُكُمْ فِي الجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقُهُوا»

و لنعرف الداء وما وصف له من دواء.

و لأنه ثبت بالشرع والواقع والتاريخ أنه لاَ يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ فعَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ ﷺ .

الرعـــاع :الاحداث،ورعاع الناس:سُقاطهم وسفلتهم.

الهمـــج:جمع همجة وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط علي وجوه الغنم والحمير واعينها

ويقال:لرُذاله الناس :همجٌ..الهمج :الرعاع من الناس وقيل هم الاخلاط ،وقيل:هم الهمل الذين لا نظام لهم.

إخبار النبى ﷺ عن هذا الزمان:

أخرج مسلم من حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الدَّجَّالِ وَعِيسَى وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ فِي آخِرِه: (فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.

التعوذ من غلبة الرعاع علي الناس

عن انس قال : فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ»

قال الحافظ : (وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) أَيْ شِدَّةِ تَسَلُّطِهِمْ كَاسْتِيلَاءِ الرِّعَاعِ هَرْجًا وَمَرْجًا.

وللهمج الرعاع أوصاف منها:

أولاً: – ليسوا علماء،ولا طلاب علم:

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، وَهُوَ يَقُولُ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ، وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا».

ثانياً: إمعــــه:

عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُو.

ثالثاً: يخوضون مع الخائضين ويغون مع الغاوين:

قال تعالي:{ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [المدثر: 39 – 45] عن قتاده في قوله تعالي:{وكنا نخوض مع الخائضين}قال:يقولون كلما غوي غاو غوينا معه)

رابعًا :إذا فزّعوا طاروا وإذا ذكروا اعرضوا:

ومن صفاتهم انهم إذا فزعوا طاروا ويحسبون كل صيحة عليهم .قال تعالي: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ } [المدثر: 48 – 51] أَيْ: كَأَنَّهُمْ فِي نِفَارِهِمْ عَنِ الْحَقِّ، وَإِعْرَاضِهِمْ عَنْهُ حُمُر مِنْ حُمُرِ الْوَحْشِ إِذَا فَرَّتْ مِمَّنْ يُرِيدُ صَيْدَهَا مِنْ أَسُدٍ، وهو قول الجمهور ،وقيل {فرت من قسوره}اي ركز الناس يعني اصواتهم.

قلت: لهاذا يصدق فيهم قوله ﷺ (غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ

فعَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»

خامسًا:- لا يكبرون لأحد،سلطان كان أوْ فقيها:

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ: ” لَيْسَ الْأَدَبُ إِلَّا فِي صِنْفَيْنِ مِنَ النَّاسِ: رَجُلٌ تَأَدَّبَ بِالسُّلْطَانِ، وَرَجُلٌ تَأَدَّبَ بِالْفِقْهِ، وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ ”

سادساً: – يتبعون كل ناعق:

وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «النَّاسُ ثَلَاثٌ، فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَالْبَاقِي هَمَجٌ رِعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ».

وهذا الذي وصفهم به أمير المؤمنين هو من عدم علمهم وظلمة قلوبهم فليس لهم نور ولا بصيره يفرقون بها بين الحق والباطل بل الكل عندهم سواء).

سابعًا:- التقليد الاعمي ومعرفة الحق بالرجال:

ومن صفاتهم التقليد الأعمي ومعرفة الحق بالرجال.

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ( لَا يُقَلِّدَنَّ أَحَدُكُمْ دِينَهُ رَجُلًا، فَإِنْ آمَنَ آمَنَ، وَإِنْ كَفَرَ كَفَرَ، وَإِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ مُقْتَدِينَ فَاقْتَدُوا بِالْمَيِّتِ ; فَإِنَّ الْحَيَّ لَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ.

ثامنًا:- يُستخف بعقولهم:

قال تعالي في شأن فرعون مع قومه:{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [الزخرف: 51 – 54] .

وختاما نذكر بعض الأسباب المعينة على التخلص من أوصاف الهمج الرعـاع ومنها:

العلم لأن إِسْنَادَ الْأَمْرِ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ إِنَّمَا يَكُونُ عِنْدَ غَلَبَةِ الْجَهْلِ وَرَفْعِ الْعِلْمِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ«فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ.

ومنها

اتَّقِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَخُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «كَيْفَ بِكُمْ وَبِزَمَانٍ» أَوْ «يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا ، فَكَانُوا هَكَذَا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، فَقَالُوا: وَكَيْفَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وَتَذَرُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ».

البعد عن علامات النفاق والمنافقين من الأسبابةأيضا  فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ” .

الصلاة بالليل من أعظم الأسباب ايضا

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ»

وَفِي الْحَدِيثِ النَّدْبُ إِلَى الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعُ عِنْدَ نُزُولِ الْفِتْنَةِ وَلَا سِيَّمَا فِي اللَّيْلِ لِرَجَاءِ وَقْتِ الْإِجَابَةِ لِتُكْشَفَ أَوْ يَسْلَمَ الدَّاعِي وَمَنْ دَعَا لَهُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق

“من يوقظ صواحب الحجر”يريد أزواجه حتَّى يصلين ويستعذن مما نزل

قال ابن عثيمين: من أسباب الوقاية من الفتن صلاة الليل

و الصحبة من الأسباب أيضا.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ، قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»

التدريب على التحلي بالعلم والحلم لا سيما في الفتن:

عن مُعَاوِيَةَ بْن أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ».

التعوذ من غلبة الرعاع علي الناس :

عن انس قال : فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كُلَّمَا نَزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ».

وفي الختام اُذكر بأن المقصود من هذه الكلمة وهذه التذكرة في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد هو الالتفاف حول العلم وأهله لانهم-كما تقدم-هم وهم فقط الذين يعرفون الفتن والمخرج منها بمجرد أن تطل برأسها علينا أما إذا ولت مدبرة عرفها كل أحد .

وليس المقصود بها التعريض بأي احد كائناً ماكان موقفه بل هي دعوة للجميع مخالفين وموافقين أدعوهم ونفسي إلى التعلق بطوق النجاة الذي لخصته فيما تقدم من كلام النبي ﷺ بفهم السلف محققين بتجرد شرطي قبول العمل :الإخلاص والاتباع مستضئين في ذلك بنصائح وتوجيهات وفتاوي أهل العلم حيث لا يتُصور تحققهما إلا بذلك ومن سلك هذا المسلك لا شك أنه ابتعد بقدر مسلكه عن وصف الهمج الرعاع الذين هم من أبعد الناس عن العلم وأهله بقطع النظر عن النتائج العلمية والعملية المترتبة علي ذلك بل أقول لجميع من يتكلم بعلم في هذه المسألة أو في غيرها أصاب أم أخطأ ما قاله سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لحُصَيْن بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حينما روى في الرقية ما ظاهره قد يخالف ما يرويه سعيد : (قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ) ()،وهذا من عمق علم السلف وكمال إنصافهم

جري القلم بما تقدم وفق الله خطي الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.