أراء وقراءات

المُقَاوَمَة

بقلم مستشار التحرير/ محمد الخمارى

لم تكن يوماً المقاومة للأعداء جريمةً منبوذةً تُحاسِبُ عليها الشرائع والقوانين. بل هى عملٌ فدائيٌّ بالروح والجسد إيثاراً للبلاد والعباد .وهو ما جعل العلماءُ الأصوليون من علماء الشريعة الإسلامية ينادون بأعلى أصواتهم عبر المنابر المسموعة والمشاهدة والمكتوبة أنَّ الجهادَ نوعان منه جهاد الطلب ومنه جهاد الدفع ( المقاومة ) الذي يتوجب على كل قادرٍ مجابهة ومقاومة الأعداء الغاصبين  المحتلين الذين داهموا أرضهم وديارهم.

وهذا النوع من الجهاد ( جهاد الدفع ) هو أعلى المراتب وأوجب الواجبات الشرعية به تفتح الجنة وطبقاتها العلوية أو النار ودركاتها السفلية إلَّا أن يكون المتخلف عن الجهاد من المعذورين بالموانع التي حددها الله فلا إثم عليه. ولما لا وهو شرفٌ دُنيويٌّ ومنالٌ أُخرويٌّ اقتداءً برسول الله ومن سار على نهجه   .

ولم ينسَ التاريخُ  كلَّ من قال كلمةً أو خطى خُطوةً في هذا الشأن العظيم  ( الجهاد ) فقد كان لنا  أباءٌ وأجدادٌ نفخر بهم كأمثال خالد بن الوليد  والقعقاع بن عمرو وعلى بن أبي طالب وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح وقُطُز بن عبد الله وعمر المختار وأحمد عرابي ومحمد كُرَيم .وكذلك بلدانٌ لها  في الوجدان مكانٌ لمقاومتها الظلم والطغيان كأهل السويس وبورسعيد وشبراخيت  ورشيد والمنصورة  ودنشواي وزفتى وجميع ربوع مصر .وما اتصف هؤلاء الأكارم  أنهم طغاةٌ بُغاةٌ  أثناء صدهم  لقهر الجيوش الجرارة الغاصبة.

وما تقوم به المقاومة الفلسطينية  الحُرة من استبسالٍ في الميادين أمام جحافلِ  العُدوان العالمي وخذلانِ كثيرٍ من الدول العربية أرجو أن يكون أجرهم  ونصرهم  كما كان في غزوة بدر الكبرى التي أنزل اللهُ فيها  قرآنَه { وكَم مَّن فئةٍ قليلةٍ غلبتٌ فئتةً كثيرةً بإذن الله }  .

ثم نُشهدُ اللهَ ونُشهدُ العالمَ أن الأمة الفلسطينية  مُهجةُ قلوبنا، ونبضُ أهلِ مصرَ شعبٍ وقيادةٍ ،وما وقع بيننا والمقاومة خلافٌ إلا سياسياً مؤقتاً .والخلاف السياسي بين الأهل والأحبة لا يشقُّ صفاً ولا يقطعُ وُداً ولا يمزقُ حبلاً كثمرة التين الشوكي غلافُها الشوك  وقلبُها طيبٌ شفاء العليل.

المُقَاوَمَة 2

محمد الخمَّارى
كاتب صحفي وخبير استراتيجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.