النطق الخاطئ لحروف الكاف والقاف بالقرآن الكريم يُغيّر المعنى ويُخلّ بالبيان

إعداد الشيخ / محمد محمود عيسى
القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، أنزله بلسان عربي مبين، وتكفّل بحفظه لفظًا ومعنى. ومن أعظم صور حفظه: صيانة نطقه من التحريف، وضبط مخارج حروفه كما نطقها النبي ﷺ. لكن في واقعنا المعاصر، انتشرت أخطاء صوتية في قراءة بعض الحروف، أبرزها استبدال حرف الكاف بحرف القاف، وهو خطأ شائع يُغيّر المعنى ويُخلّ بجمال البيان القرآني.
في هذه الرسالة تسلط الضوء على هذا الخطأ المتكرر، وتدعو إلى تصحيح المسار في تعليم كتاب الله عز وجل.
خطأ الكاف والقاف: تحريف صوتي يُغيّر المعنى
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها كثير من القارئين، سواء من المصحف أو من الحفظ، هو استبدال حرف الكاف بحرف القاف، مما يؤدي إلى تغيير المعنى تمامًا. هذا الخطأ لا يقتصر على عامة الناس، بل قد يقع فيه بعض المتعلمين إذا لم يُدققوا في مخارج الحروف.
أمثلة قرآنية على الخطأ
- سورة آل عمران: “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس” يُقرأ بالخطأ: “القاظمين الغيظ”، مما يُغيّر المعنى من كظم الغيظ إلى لفظ لا أصل له.
- سورة يوسف: “فهو كظيم” يُقرأ بالخطأ: “قظيم”، وهو تحريف للمعنى.
- سورة القلم: “وهو مكظوم” يُقرأ بالخطأ: “مقظوم”، مما يُخلّ باللفظ القرآني.
- كلمة “كفروا”: وهي من أكثر الكلمات ورودًا في القرآن، يُقرأها البعض بالخطأ “قفروا”، مما يُغيّر المعنى العقائدي تمامًا.
- سورة آل عمران: “وسبّح بالعشي والإبكار” يُقرأ بالخطأ: “الإبقار”، وهو لفظ لا علاقة له بالمعنى المقصود.
- سورة الطلاق: “ثيبات وأبكارًا” يُقرأ بالخطأ: “أبقارًا”، مما يُحوّل المعنى إلى ما لا يليق.
- سورة آل عمران والنمل: “ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” و: “ومكروا مكرًا ومكرنا مكرًا وهم لا يشعرون” يُقرأ بالخطأ: “مقروا مقرًا”، وهو تحريف يُغيّر المعنى من التدبير إلى لفظ غير مفهوم.
أثر هذه الأخطاء على المعنى والدلالة
استبدال حرف الكاف بالقاف لا يُعد مجرد خطأ لغوي، بل هو تحريف صوتي يُغيّر المعنى ويُخلّ بالبيان القرآني، وقد يُؤدي إلى فهم خاطئ للآيات، خاصة في المواضع العقائدية أو التشريعية. لذلك، فإن تصحيح هذه الأخطاء واجب شرعي وأخلاقي على كل من يُعلّم أو يُراجع القرآن الكريم.
مسؤولية الكتاتيب ومراكز التحفيظ
على مسؤولي الكتاتيب، ومراكز التحفيظ، وكل من يُعلّمون القرآن الكريم في البيوت أو المساجد، أن يُدقّقوا في تعليم مخارج الحروف، وأن يُنبّهوا إلى هذه الأخطاء الشائعة، لأنها أمانة عظيمة لا بد من أدائها على الوجه الصحيح، حتى ينالوا الأجر من الله تعالى، ويُحققوا الخيرية التي ذكرها النبي ﷺ في قوله: “خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه”.
دعوة للنشر والتوعية
هذه الرسالة دعوة صادقة لكل مسلم ومسلمة، ولكل معلّم ومعلّمة، أن يُراجعوا نطقهم للقرآن الكريم، وأن يُنشر هذا التنبيه لتعم الفائدة، ويُصان كتاب الله من التحريف الصوتي، ويُقرأ كما أُنزل على قلب النبي محمد ﷺ.
الشيخ / محمد محمود عيسى
منشاة سلطان – منوف – المنوفية