النــاس معـــادن
بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد
الناس معادن والمعدن يظهر لمعانه في الضوء ، وايضا الناس معادن ويظهر بريقها ولمعانها وقت الشدة وفي المواقف .
وليس كل الاشخاص معدنها واحد ، فمثلاً معدن الذهب يظهر ذهباً ولكن فيه الذهب الخالص وفيه الذهب المخلوط بالشوائب وغيره من المعادن .
وتظهر معادن الناس بغض النظر من درجة القرابة فمن الممكن يكون قريب ولكن معدنه به شوائب وممكن يكون غريب أو صديق ولكن معدنه ذهبا خالص وأكثر من القريب في المواقف .
فمعادن الناس موجودة منذ أزمان بعيدة، ووردت في حديث شريف لسيدنا محمد صلى الله عليه سلم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
وحديثٌ رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه».
ففي الحديث الأول يوضح فيه الناس معادن والناس مختلفة مثل اختلاف معدن الذهب والفضة ولكن لكل منهم قيمته وله محبيه ، ايضاً الناس معادن ولكل معدن ينجذب لمعدنه ولمثيله ” الطيور على اشكالها تقع ” .
كما أننا في هذا الزمن نجد من الناس من تتسلق وتتملق أياً كان على حساب مَن وتجد من يتكلم على الناس أمامهم بشكل وخلفهم بشكل آخر ، وتعلمت من الدنيا أن من يتكلم عن الناس بالشكل ده ، ايضاً يتكلم عني بنفس الشكل .
كما اجد من ينتقد الاشخاص خلفهم , وامامهم يشكر فيه ويتجمل في كلامه وهذا ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم بأننا نجد شر الناس ذا الوجهين وهؤلاء ما أكثرهم هذه الأيام .
ونسوا هؤلاء الناس الاخرة التي لا ينفع فيها النفاق ولا الكذب ولا الخداع والذي ينفع فيها العمل الطيب والسيرة الحسنة ، فلا تنخدعوا بالمظاهر ولا المناصب “قبل وحتى لا يختفي بريق الذهب” .
6 من ديسمبر 2020م