أراء وقراءات

النفاق المؤسسي

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

فى الآونة الأخيرة لاحظت أن الناس داخل غالبية المؤسسات تشكر في قيادة المكان وتظهر محاسنه وحُسن قيادته وانجازاته ومشاركته في كل أعماله وانشطته ومجاملته اجتماعيا . ويرددون مقولات مكررة  مثل : “أن المؤسسة تشهد أزهى عصورها في فترة الرئيس: ، “أن المؤسسة لم يظهر بها أي نجاحات أو انجازات إلا في هذا العصر “. كما “أن التحفيز والتشجيع لم يظهر إلا في ذلك العصر”.

 قد يكون صحيح وأن هذا الرئيس يستحق كل تقدير واعتزاز واحترام من الجميع وقد يشارك الجميع في آراء وأنشطة المؤسسة للنهوض بها والعمل على تقدمها وتطورها ورفعتها . كل هذا جميل ورائع ويوضح أن ه لابد أن يحظى باستحسان من حوله من العاملين بالمؤسسة.

ولكن المؤسف أن تجد نفس العاملين بعد انتقال القيادة أو خروجها للمعاش تتغير كل كلمات الاستحسان والتقدير وتتحول لنقد وشكاوى وإهانة. وكأنهم لم يرو منه أي خير قط .

فلماذا لم تتكلم إلا بعد بعده عنكم ؟ لماذا لم تواجهه ؟ لماذا كل الجحود ونكران الجميل ؟ لماذا رد الجميل بالنكران؟. هل كان كل ما قلته من محاسنه وفي الخدمة  كذب ، أم نفاق ؟ والاثنين صفتين سيئتين لابد الابتعاد عنها.

لابد أن نتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آيةُ المنافقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ”.

فلماذا تختار النار ، لماذا تنافق ، إذا كان لك رأي افصح عنه وواجه ولا تنتظر بعد غياب الشخص أو في فترة ضعفه أو قلة حيلته . اعلم أن تصرفك وأسلوبك يؤثر في نفس الشخص ويزيد حزنه عما فعله مع الاشخاص من احسان يُقابل بالإساءة ، اذا كان لك رأي أو شكوى افعل ذلك وواجهه أثناء تواجده في مكانه ، أنت كإنك تطعنه من الخلف في الظهر وهذا دليل على الخيانة والجُبن . ولذلك لا ننسى قول الله تعالى بسورة البقرة 8-9

  • يقول عزّوجلّ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (البقرة/ 8-9

فأنت أيها الشخص المنافق تخدع نفسك قبل أن تخدع الاخرين ، حاسب نفسك وارجع عن مثل هذه التصرفات والسلوكيات حتى لا يختفي بريق الذهب.

         هاله أبو القاسم عبد الحميد
        موجهة بالتربية والتعليم


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.