أراء وقراءات

النوبة وعودة الروح للجسد..

بقلم /  سعيد حسن

 

لا يزال حلم العودة إلي أرض الأجداد يراود ابناء النوبة، خاصة الشباب بمركز نصر النوبة بمحافظة اسوان، وهو حلم ينبع من تدفق قصص الآباء لهم، عن أهمية هذه الأرض الطيبة وخيرها والعيش فيها بسلام وامان.

 

من قبل كان البعض منهم يفكر للعودة في صورة اعمار الأرض في تجمعات شبابية وبناء مسكن للإقامة فيه، وتقوم باستصلاح وزراعة عدة افدنة بجهودهم الذاتية النابعة من الإحساس بتحقيق الحلم والوصول له، ولكن تقف الإمكانيات المادية وضيق ذات اليد حجرة عثرة نحو تحقيق أهدافهم وطموحهم، خاصة انهم يروا أن العودة حق من حقوقهم.. وأنهم اولي من الغريب.. من أبناء المحافظات الاخري، لإعمار هذه الأرض وعلي ضفاف بحيرة ناصر.

 

ويطالب البعض ببناء مجتمع عمراني متكامل من خدمات ومرافق وبنية تحتية، حتي يترك مكانه الحالي الذي يعيش فيه ويذهب ليعيش ويعمر الارض ويكمل مسيرة الأجداد.

 

إلا أن منهم من يروا إنها أضغاث أحلام، ويؤكدون أن هناك استحالة في عودة الشباب بعض ان تأقلموا وعاشوا في المدن بأسوان والقاهرة والاسكندرية طلبا للرزق وفرص العمل الوفيرة، وأن يعيشوا علي هذه الأرض تاركين مدنهم بصخبها وجنونها، مستدلين بذلك ما حدث في منطقة وادي كركر، فعندما أعطت الحكومة عقود تمليك البيوت لبعض الاهالي من قري النوبة الجديدة، إلا أنهم قاموا ببيعها لاخرون والعودة لادراجهم حيث كانوا، فرحين بعدة الآلاف من الجنيهات.

 

ومن وجهة نظري المتواضعة، أري في العودة النوبية مشروطة بعودة روح الانسان النوبي وسماته المتأصلة فيه، كالامانة وحب الخير للاخرين والايثار والطيبة والتعاون والصبر والسماحة التي كانوا عليها الأجداد وورثها الاباء بعفويتهم.

 

فالذين كانوا يعيشون في النوبة القديمة قبل السد، اعطوا الارض جهدا وعرقا.. احبوها.. واحبوا بعضهم البعض وكانوا متعاونين في الخير معا، يساندون بعضهم البعض، فمن يريد العودة وجب عليه أن يعود إلي روح الأجداد، وبذلك ستعود الروح إلي الجسد، وسيحقق الحالمين أحلامهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.