الصراط المستقيم

الود .. والحب .. والعمل الصالح

بقلم – وليد على

الحب  والود من الاشياء التى لا تشترى بالمال او بغيره فربما اشتها الانسان اشياء فيبحث عنها فربما وجدها بالثمن وربما وجدها بغير ذلك لكن الحب اذا بحث عنه الانسان لا يجده بالمال او بغير من متاع الدنيا حتى وان كان غير حقيقى فانه يجده اوقات ولا يجده اخرى.

ترى لماذا كان الحب فى هذه المكانه وبهذه الرفعه فى الارض اليس هو إحساس وشعور مثل كثير من الاحاسيس التى قد يمثلها البعض وينخدع بها اخرون .

لكنه غير ذلك لان هذا الحب لا ياتى من الارض ولا يوجد له مخزون فى الارض حتى يباع ويتشرى لانه ياتى من الله جل وعلا .

والود كما ذكر اهل العلم هو اعلى فى الرتبه من الحب لأنه حب وتعظيم وتوقير دون مقابل وخص الله سبحانه وتعالى هذا الود لعباده المؤمنون بإيمانهم وأعمالهم الصالحه يؤتون هذا الود فى الارض وفى السماء بل فى الحياة الدنيا وفى الاخرة .

قال الله تعالى فى سورة مريم فى الاية 96 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا )

و”الود “: المحبة من غير حمل عليها؛ بل بانجذاب القلوب المؤمنة؛ فإن الإيمان يصفي قلوبهم؛ وينير بصائرهم؛ فينجذب بعضهم لبعض؛ من غير تحبيب؛ بل بمقتضى الطهر الجامع؛ والإخلاص الذي يؤلف القلوب؛ ويؤاخي بين الناس؛ روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إن لله عبادا ما هم بأنبياء؛ ولا شهداء؛ يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانهم من الله يوم القيامة “؛ قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: “قوم تحابوا بروح من الله على غير أرحام تربطهم؛ ولا أموال يتعاطون؛ والله إنهم لنور؛ وإنهم لعلى نور “؛ ثم تلا قوله (تعالى): ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

روى الترمذي من حديث سعد وأبي هريرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إني قد أحببت فلانا فأحبه قال فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قوله تعالى : سيجعل لهم الرحمن ودا وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغضت فلانا فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض ، قال هذا حديث حسن صحيح ، وخرجه البخاري ومسلم بمعناه ومالك في الموطأ وفي نوادر الأصول  .

وروى مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل – عليه السلام – فقال : إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، قال : ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل – عليه السلام – ، وقال : إني أبغض فلانا فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه ، قال فيبغضونه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض .

وحدثنا أبو بكر بن سابق الأموي ، قال : حدثنا أبو مالك الجنبي عن جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : إن الله أعطى المؤمن الألفة والملاحة والمحبة في صدور الصالحين والملائكة المقربين ثم تلا إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا (96)

وكذلك كان المؤمنون الأولون؛ حتى إن الرجل من الأنصار بعد المؤاخاة كان يشاطر أخاه في ماله

وقال قتادة : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) إي والله ، في قلوب أهل الإيمان ، ذكر لنا أن هرم بن حيان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم .

وقال قتادة : وكان عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يقول : ما من عبد يعمل خيرا ، أو شرا ، إلا كساه الله – عز وجل – رداء عمله .

وعن الحسن البصري ، رحمه الله قال : قال رجل : والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها ، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائما يصلي ، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج ، فكان لا يعظم ، فمكث بذلك سبعة أشهر ، وكان لا يمر على قوم إلا قالوا : ” انظروا إلى هذا المرائي ” فأقبل على نفسه فقال : لا أراني أذكر إلا بشر ، لأجعلن عملي كله لله – عز وجل – فلم يزد على أن قلب نيته ، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله ، فكان يمر بعد بالقوم ، فيقولون : رحم الله فلانا الآن ، وتلا الحسن : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )

اللهم اجعل الحب عنوانا لنا وجعله يارب ميرثنا وازرع يا رب الود والالفه فى قلوبنا وانزع الحقد والحسد من بيننا .. اللهم أمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.