عن الوطن والوطنية وأموالٍ اقترفتموها
ماذا تقولون في الوطن؟؟
هكذا حدثني عقلي؛ ذاك الهادئ إلا من وطيس يحتمي كلما لاح فكراً.
قلت: الوطن هو حيث لا غربة، حيث لا اغتراب، حيث لا ظلم، حيث الكرامة، حيث الإنسانية، حيث الحرية. وظللت أعدد حيثيات الوطن الموفقود.
فألحَّ وما الوطنية إذاً ؟
قلت: هي ما استقر من حيثيات الوطن بالأعلى.
أنتم يا أيها الذين شوهتوا الوطن، وجعلتموه بلا كرامة أو ثقافة ولا حتى رصيف يصلح للسكن.
جسدك وطن! نال منه الغزاة وسماسرة الطب وجزاري المشفيات الحكومية، باعوا أركانه وزواياه وباعوا كذلك فقرك سلعة رخيصة لمن معه ثمن.
فكرك وطن! حشدوا فيه من المخبرين ما لا عيناً رأت. ولا قلب يدق إلا وتسمعه أُذن.
أمر طبيعي إذاً في ظروف اقتصادية صعبة أن تجد الفرد يكفر بالوطن القريب جدا له، أعني جسده ويبيعه قطعاً في سوق نخاسة ليلي. كما سيكون بديهي أن تطل من بين جنبات هذه الظلمة خفافيش بشرية تنقض من اللامكان لتخطف كل ما تستطيع.
هذا المروق يعبر أيما تعبير عن حالة يمكن جداً أن يقبل أحدهم ببيع الوطن الكبير إذا حان ظرف مناسب ومشتري يدفع أكثر. هذا الشعور الكبير بالاغتراب واللاجدوى بأن البسطاء لا يملكون أي مكان على السجادة الحمراء في محافل الوطن المهمة ولا حتى ما يترجم عنها من قرارات.
أظن أن انفلاتاً أخلاقياً جارفاً ينتظر البلاد إذا ما استمر هذا الظرف، هذا الحاجز الأول في وجه الظلام وسيادة ثقافة التوحش بحيث يُنظر للأخر نظرة سِلعية بمعنى أن يكون صالحاً للبيع ومدراً للربح أيضاً.
فاستدرك قائلاً: في الذاكرة كنا نقول” نموت نموت ويحيا الوطن”
فقاطعني (أحمد مطر):
نحن الوطن
من بعدنا يبقى التراب والعفن
نحن الوطن
نحن الوطن
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن