الصراط المستقيم

امام القراء محمود خليل الحصري

كتب/أحمد الغمري.

كان الشيخ محمود خليل الحصري (ت ١٤٠١ هـ) بعيد النظر في كثير مـن الأمور الخاصة بالعقيـدة، فقـد أحـس بخطورة التبشير وحملات التنصير في أفريقيا، والتي بدأت تحرف في القـرآن فـأراد أن يكـون القرآن مسجلا على شرائط كاسيت أو أسطوانات، فكانت رحلته مع الأستاذ لبيب السباعي وآخرين، فتم تسجيل المصحف المرتل بصوت الشيخ الحصري بعـد أن رفـض العـديـد مـن المشايخ والقراء الفكرة من بدايتها لاختلافهم حول العائد المادي منها، وبذلك أصبح الشيخ الحصري أول صوت يجمع القرآن الكريم مرتلا على أسطوانات، وكان ذلك برواية حفص، وقد تم تسجيل بعض السور، ثم عرضت على وزارة الأوقاف التي وافقت على الاستمرار في تسجيل المصحف مرتلا كاملا، وقد كتب لهـذا التسجيل النجاح المنقطع النظير، ثـم تـم التسجيل مرتلا برواية ورش عن نافع، ثم سجل الشيخ الحصري أيضا القرآن مجودا بـصوته، ثم مرتلا برواية قالون والدوري، ثم سجل المصحف المعلم، وقـد مـكـث مـدة تقترب مـن العشرة سنوات لتسجيل المصحف مرتلا بالروايات المختلفة.

لم يسجل المصحف المرتل لحساب أي شركة من شركات القطاع الخاص أو لحسابه هو، ولكن لحساب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أن يتولى المجلس توزيعه على إذاعات العالم الإسلامي، ولم يكن الشيخ الحصري يسعى إلى العائد المادي قدر سعيه لنيـل رضـاء الله عز وجل عنه، وخاصة بعد أن رفض العديد من القراء التسجيل المرتـل، لاختلافهـم حـول نسبة العائد المادي من التوزيع، ولكن الشيخ الحصري لم يهتم بكل ذلك، حتى أنه كـان يـردد قائلا: إن النجاح الذي تحقق لم أكن أتوقعه، وهذا فضل من ربي علي كبير.

 

رحم الله شيخ القراء وأجزل له المثوبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.