انتشار قوات برية روسية داخل مدينة سلمى بريف اللاذقية
تناقلت وسائل إعلام روسية ودولية صورا لقوات برية روسية داخل مدينة سلمى بريف اللاذقية غربي سوريا تظهر فيها عشرات الآليات المدرعة الحديثة، في أول ظهور علني لهذه القوات منذ بداية الأزمة السورية قبل خمس سنوات.
ويرى متابعون أن توقيت الإعلان عن وجود القوات الروسية في سلمى يشير إلى أن روسيا عقدت العزم على تقسيم سوريا وإقامة الدولة العلوية في الساحل السوري، وهي تريد أن تفرض ذلك كأمر واقع على المتحاورين في مفاوضات سوريا المقررة في جنيف.
سلمى أكبر مدن جبل الأكراد وتتمتع بالإضافة إلى رمزيتها بموقع إستراتيجي مهم، فهي محور الجبل وتشرف على الكثير من قراه، إضافة إلى كونها منطقة محمية طبيعيا حيث تفصلها عن مواقع قوات المعارضة أودية عميقة يصعب احتيازها.
توسيع السيطرة
ونقلت ” الجزيرة نت ” عن أبو الهدى الكردي، وهو قائد ميداني في الفرقة الأولى الساحلية المعارضة، قوله إن روسيا تعمل مع النظام الآن على بسط السيطرة على كافة القرى والتلال القريبة من سلمى لإبعاد خطر مقاتلي المعارضة عنها، وقد دخلت ليلة الأحد 24 يناير 2016 إلى قرية دويركة المقابلة لسلمى من جهة الشرق.
ولم يستبعد الكردي أن تتمدد قوات النظام والمليشيات الداعمة لها إلى مناطق جديدة لتتمركز فيها وتتولى حماية القوات الروسية في سلمى التي لم تشارك فعليا في المعارك.
وأوضح أن المشاركة الروسية اقتصرت حتى اللحظة على القصف الجوي والبحري والإشراف من غرف العمليات على قيادة معارك النظام ضد المعارضة في المنطقة.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على مدينة سلمى منتصف الشهر الحالي بعد أن أحكمت الحصار عليها من عدة جهات وباغتت قوات المعارضة فيها من أكثر من محور وأرغمتها على الانسحاب منها، وفشلت معركة ‘رص الصفوف’ التي أطلقتها المعارضة في الاقتراب من سلمى بسبب تكثيف الطيران الروسي قصفه لها بالصواريخ العنقودية والفراغية.
ويرى الخبير العسكري المقدم محمد حمادو أن روسيا تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في مدينة سلمى من أجل ترسيخ هيمنتها العسكرية -بعد السياسية- على الساحل السوري، وأكد أنها ستستمر في دعم قوات النظام حتى تستولي على كافة المناطق الواقعة غرب نهر العاصي تمهيدا لإقامة ما أسماه الكانتون العلوي.
ويرى حمادو في حديثه للجزيرة نت أن هدف روسيا من إقامة هذا الكانتون ‘حماية استثماراتها النفطية التي وقعت اتفاقاتها مع النظام في المياه الإقليمية والتي ستبدأ بالعمل فيها قريبا بعد وصول معدات التنقيب إلى السواحل السورية’.
وأكد أن إفشال المخطط ممكن إذا ما توحدت فصائل المعارضة في ريف اللاذقية مع المؤازرات التي وصلتها مؤخرا في غرفة عمليات واحدة، على أن يتم تزويدها بالعتاد الحربي الثقيل وفي مقدمته السلاح المضاد للطيران.