كتبت : د.هيام الإبس
لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق فى بعض القضايا، إذ تمسك الوفد الحكومى السودانى بعدم مشاركة منظمة الإيجاد فى مفاوضات جنيف المقررة فى 14 من أغسطس الجارى
وذكرت مصادر إعلامية، إن الوفد السودانى المشارك فى مشاورات مع الجانب الأمريكى فى مدينة جدة السعودية سيعود اليوم الأحد إلى السودان دون تحقيق أى اختراق.
وقدم الوفد الأمريكى الذى يترأسه المبعوث الخاص للسودان توم بيرليو مقترحاً بأن يقود وفد التفاوض من الجانب الحكومى ضابط أو مسؤول رفيع فى الجيش لإنجاح وتسريع الجولة وهو ما رد عليه الوفد أن السودان سيشارك بوفد حكومى وليس بوفد للقوات المسلحة.
وتهدف مفاوضات جنيف المزمع عقدها في 14 أغسطس الجارى إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
تفاصيـل كثيـرة
من جانبه ، أعلن رئيس الوفد الحكومى للمشاورات مع الإدارة الأمريكية فى جدة، انتهاء الاجتماعات دون الاتفاق على مشاركة الوفد الحكومى فى مفاوضات جنيف.
وقال رئيس الوفد وزير المعادن محمد بشير أبو نمُّو فى صفحته الرسمية على “فيس بوك”: “أعلن بصفتى، رئيسـاً للوفـد الحكومـى فى الاجتماعـات التشاوريـة مـع الأمريكـان فى مدينـة جـدة السعوديـة، انتهـاء المشاورات من غير الاتفاق على مشاركـة الوفد السودانى فى مفاوضات جنيـف – كتوصيـة للقيـادة- سـواء كـان الوفـد ممثـلاً للجيـش حسـب رغبتهـم أو ممثـلاً للحكومـة حسـب قـرار الحكومـة مـن الآن وصاعـدا”، وأضاف أن” الأمـر متـروك فـى النهايـة لقـرار القيـادة بتقديراتهـا، وهنـاك بالتأكيـد تفاصيـل كثيـرة قادتنـا إلى هـذا القـرار بإنهـاء الحـوار التشـاورى دون اتفـاق”.
يشار إلى أن تلك المحادثات تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع .
وستكون محادثات جنيف، التى وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة كبيرة منذ أشهر للتوسط بين الطرفين المتحاربين، بهدف التوصل إلى حل.
محاولة لجمع الفريقين
وكانت السعودية والولايات المتحدة حاولتا على مدى الأشهر الماضية جمع الفريقين فى مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار ومناقشة سبل للتوصل إلى حل سياسى دون جدوى.
ومنذ منتصف أبريل الماضى، كان الفريقان يناقشان خطة لتوحيد القوات المسلحة والانتقال بالبلاد إلى المسار الديمقراطى، حيث تفجر الصراع الدامى بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع الذى يتزعمها محمد حمدان دقلو.
وأدت الحرب التى لم تهدأ بعد إلى نزوح ملايين المدنيين، وإصابة ومقتل الآلاف، وانتشار الأوبئة وشح المساعدات الغذائية فى العديد من مناطق الصراع داخل البلاد.
جولة مشاورات
يذكر أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، شهدت، رسمياً جولة المشاورات الأولى بين الاتحاد الإفريقى والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) وقوى سياسية مدنية سودانية، بهدف الوصول إلى حوار سودانى يسهم فى إنهاء الحرب، وبناء سلام مستدام بمناقشة القضايا الرئيسية للحروب فى البلاد، فى وقت بدأ فيه العد التنازلى لمفاوضات “جنيف” بين الجيش و”الدعم السريع” من أجل وقف إطلاق النار المنتظر، الأربعاء المقبل.
وقال مقرر الأمانة العامة لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، خالد عمر يوسف، فى تصريحات على صفحته الرسمية على منصة “فيسبوك”، أمس السبت، إن المباحثات انطلقت بشكل رسمى، وتشارك فيها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد النور، وحزب البعث العربى الاشتراكى – الأصل، والحزب الاتحادى الديمقراطى – الأصل بقيادة محمد الحسن الميرغنى ، وحزب المؤتمر الشعبى بقيادة على الحاج محمد.
حوار سودانى سياسى
ووفقاً لـ “يوسف” فإن الهدف من المشاورات هو الوصول لـ”حوار سودانى سياسى يسهم فى إنهاء الحرب وبناء سلام مستدام فى بلادنا، ومخاطبة القضايا الرئيسية التى جعلت السودان أسيراً للحروب وعدم الاستقرار السياسى والفقر، والتى بلغت ذروتها باندلاع حرب 15 أبريل 2023، ودفع الشعب السودانى ثمناً باهظاً جراء استمرارها لأكثر من عام”.
وأوضح يوسف أن المشاورات تتزامن مع تطلعات شعب السودان لمفاوضات جنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع بمبادرة أمريكية ورعاية سعودية فى الرابع عشر من الشهر الحالى، وقال: “نأمل أن تكلل بوقف للعدائيات وفتح لمسارات العون الإنسانى وترتيبات جدية لحماية المدنيين، مع ضمان آليات الرقابة اللازمة لذلك”، وتابع: “بلادنا تستحق السلام، فلنتوجه نحوها بقلوب وعقول مفتوحة، ولننبذ أصوات الحرب والكراهية التى لن تورث بلادنا سوى الدمار”.
ودخل الأطراف فى جلسة مغلقة ينتظر أن تقدم خلالها القوى المدنية رؤيتها للعملية السياسية، والقوى المشاركة فى العملية السياسية، وذلك بعد أن كانت القوى المؤيدة لوقف الحرب قد رفضت المشاركة فى جلسة سابقة بقيادة الاتحاد الإفريقى شاركت فيها القوى المؤيدة للجيش، ورفضت اعتبار المشاورات امتداداً لتلك الجلسة، التى كان الاتحاد الإفريقى يريد وصفها بأنها الجلسة الثانية للحوار السودانى.
حرب دموية.. وأزمة إنسانية
ويشهد السودان، منذ أبريل عام 2023، حربا دموية بين الجيش وقوات الدعم السريع أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل السودان وإلى دول الجوار، كما تسببت بأزمة إنسانية كبرى دفعت البلاد إلى حافة مجاعة لم يشهدها العالم منذ المجاعة فى إثيوبيا فى ثمانينيات القرن الماضى.