انطلاق أول رحلة عبر طريق التحدى من شندى إلى ولاية الخرطوم

كتبت : د.هيام الإبس
انطلاق أول رحلة عبر طريق التحدى من شندى إلى ولاية الخرطوم
انطلقت أول رحلة لعودة الوافدين إلى ولاية الخرطوم من مدينة شندى ، حيث توجهت 20 حافلة و5 دفارات تحمل مواد غذائية إلى محلية بحرى، وذلك ضمن برنامج العودة الطوعية للنازحين، وسلكت القافلة طريق التحدى بعد نحو عامين من توقف الحركة فيه بسبب الحرب.
وأكد المدير التنفيذة لمحلية شندى ، خالد عبد الغفار الشيخ، أن فتح الطريق أمام حركة المرور يمثل إشارة خضراء للعودة الكاملة للنازحين إلى ديارهم فى ولاية الخرطوم، وعبّر عن شكره للجهات الداعمة لهذه الجهود، والجهات الداعمة التى تكفلت بهذه الرحلة والرحلات القادمة إلى الخرطوم وشرق الجزيرة، بالإضافة إلى المبادرات المجتمعية والمنظمات الإنسانية ولجنة الجامع الكبير.
وأشار عبد الغفار إلى أن شندى التى استقبلت الوافدين بالترحاب، تودعهم الآن بذات الحفاوة وهم يعودون إلى ديارهم، ورافق الرحلة ممثل محلية شندى ، الضابط الإدارى والمسؤول عن ملف العودة الطوعية، طارق السنارى، إضافة إلى لجنة إسناد القوات، ونائب رئيس المقاومة بشندى.
وكانت القوات المسلحة قد فتحت الطريق من مصفاة الجيلى إلى سلاح الإشارة، بعد معارك دامية فى مدينة بحرى، مما أسهم فى تسهيل فتح الطريق القومى الرابط بين الخرطوم وولاية نهر النيل، المعروف باسم طريق التحدى.
فى الأثناء، قال نائب المدير القطرى لبرنامج الأغذية العالمى، بابلو أوستاذ، إن البرنامج على أتم الاستعداد للمساهمة فى العودة العكسية للمواطنين المتأثرين بالحرب داخل السودان.
وأضاف بابلو، أثناء لقائه، بالمفوض العام لمفوضية العون الإنسانى، سلوى آدم بنية: “نحن نستعد معكم للمرحلة القادمة وتحديد الاحتياجات المطلوبة للعودة العكسية للمواطنين، ولا بد أن نعمل سوياً بالسرعة المطلوبة حتى نواكب وجود الناس فى مناطقهم”.
وأعرب نائب المدير القطرى لبرنامج الأغذية العالمى عن امتنانه للقاء بالمفوض العام لمفوضية العون الإنسانى، الذى أوضح له جدية العلاقة وسهولة التعامل وتنظيم العمل، وإدراك المفوضية لمطلوبات العمل الإنسانى .
من جانبها رحبت المفوض العام لمفوضية العون الإنسانى، سلوى آدم بنية، بنائب المدير القطرى لبرنامج الأغذية العالمى بالسودان فى دورته الجديدة.
وقالت: “برنامج الأغذية العالمى من المنظمات الكبيرة والمهمة فى مجال العمل الإنسانى، وله علاقات قوية ومتجذرة فى العمل الطوعى فى السودان، لذا سنقدم كافة التسهيلات لهم، حتى يتم تنفيذ برنامجه بالصورة المثلى، ونعمل سوياً من أجل تجويد العمل وضمان سلامة التعامل” .
ودعت سلوى بنية برنامج الأغذية العالمى للتنسيق وتوحيد الجهود بشكل أفضل وأكبر خلال المرحلة المقبلة والانتقال إلى مرحلة عودة النازحين إلى مناطقهم وديارهم .
يذكر أن الحرب الدائرة فى السودان منذ نحو عامين تسببت فى نزوح نحو 15 مليون مواطن داخلياً فى المناطق الآمنة فى شمال وشرق السودان، ولجوءًا إلى الدول المجاورة.
وشهدت الأيام الأخيرة دعوات متواترة من الجهات الرسمية للمواطنين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية، فى مدينة بحرى بالعاصمة الخرطوم، ومدينة ود مدنى فى ولاية الجزيرة، وذلك إثر تمكن الجيش من السيطرة على هذه المدن ومناطق أخرى.
وشهد يناير الجارى عودة كبيرة للسودانيين اللاجئين فى جمهورية مصر، إضافة إلى بعض الأسر السودانية التى نزحت فى الولايات الآمنة، وترافق ذلك مع تمكن القوات المسلحة من استعادة أنحاء واسعة من السودان كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع، فى ولايتى الجزيرة وسنار، وفى العاصمة الخرطوم، لاسيما مدينة بحرى.
وعلى الصعيد الميدانى ، تمكنت قيادة الفرقة الخامسة مشاة بمدينة الأبيض من التصدى لسرب من المسيرات هاجمت محيط الحامية العسكرية وبعض الأحياء وسط المدينة اليوم الخميس، وحسب مصادر ميدانية وعاملين فى غرف الطوارئ حلقت نحو عشر مسيرات انتحارية فوق مدينة الأبيض فى محيط قيادة الفرقة الخامسة مشاة، واستبقت المضادات الأرضية سقوطها على الحامية وبعض الأحياء بإطلاق القذائف وتدمير أكثر من نصف العدد.
وأشارت المصادر، إلى أن المدينة عاشت مع الأصوات العالية للمضادات الأرضية بالتزامن مع تحليق المسيرات الانتحارية، بينما تأتى العملية ضمن استهداف قوات الدعم السريع للمدينة الخاضعة لسيطرة الجيش.
ورغم الوضع الأمنى تمكن المواطنون بمدينة الأبيض من الحصول على بعض الخدمات بشكل غير منتظم مثل الكهرباء والاتصالات والأسواق التى تعمل بشكل طبيعى، وحال سيطرة القوات المسلحة على محلية أم روابة الواقعة على بعد أقل من (150) كيلومتراً شمال كردفان فإن الجيش سيتمكن من إنهاء الحصار عن الأبيض، وتتدفق سلاسل الإمداد إلى المدينة التى عانت طوال (21) شهراً، وحقق الجيش تحولات كبيرة فى مسار الحرب منذ نهاية العام 2024 بالسيطرة على ولايات سنار وأجزاء واسعة من الجزيرة والخرطوم بحرى، والتوسع بمدينة أم درمان، واستعادة محليات صغيرة بولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان.