انطلاق اجتماعات الجبهة المدنية في نيروبي: مشاورات لتشكيل حكومة مدنية في السودان

بقلم: د. هيام الإبس

بدأت في العاصمة الكينية نيروبي، يوم الاثنين، اجتماعات الجبهة المدنية العريضة بمشاركة عدد من القوى السياسية والمدنية، أبرزها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، حزب البعث العربي الاشتراكي، وحركات مسلحة مثل حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو.

تهدف هذه الاجتماعات، التي تستمر حتى 23 يناير الجاري، إلى مناقشة إمكانية تشكيل حكومة مدنية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، في إطار مساعٍ لوقف الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023.


دعوات لتوحيد الصف المدني

أكد رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد نور، في تصريحات أدلى بها لمنصة التغيير، أن حركته بادرت بالدعوة لعقد جبهة مدنية عريضة تعمل على إنهاء الحرب. وأوضح أن أهم شروط تشكيل هذه الجبهة هو استقلال أعضائها وعدم انحيازهم لطرفي الصراع.

وأضاف نور أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو تأسيس حكومة مدنية تُباشر أعمالها في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مع تأكيد ضرورة أن تكون هذه الحكومة مستقلة وغير مرتبطة بالجهات العسكرية.


احتمالات مشاركة شخصيات سياسية بارزة

ووفقًا لمصادر سياسية، يتم بحث إمكانية انضمام بعض الكيانات المنضوية تحت تنسيقية (تقدم) إلى الحكومة المدنية المزمع تشكيلها، وسط نقاشات حول ضرورة فصل الجهات المشاركة في الحكومة عن التنسيقية لضمان حياديتها.

كما تم التلميح إلى احتمال مشاركة شخصيات بارزة، مثل عضو المجلس السيادي السابق محمد حسن التعايشي، ووزير العدل السابق نصر الدين الباري، في الحكومة المقبلة.


دور رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك

يحضر الاجتماعات في نيروبي رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الذي يُنظر إليه كشخصية محورية في الجهود الرامية لتوحيد القوى المدنية. وتشير التوقعات إلى أن هذه الاجتماعات قد تُحدث انقسامًا داخل تنسيقية (تقدم)، التي التزمت منذ تأسيسها بالحياد وعدم الانحياز لطرفي الصراع العسكري.


التحديات أمام تشكيل حكومة مدنية

تمثل مسألة فصل الجهات المدنية المشاركة في الحكومة عن الجهات المتحيزة لطرفي الصراع تحديًا كبيرًا. كما يُثار جدل حول مدى قدرة هذه الحكومة على تحقيق توافق واسع بين الأطراف المختلفة في ظل حالة الانقسام الداخلي والتأثيرات الخارجية.


ختام الاجتماعات والتوقعات المستقبلية

بينما تستمر الاجتماعات في نيروبي، يترقب الشارع السوداني نتائج هذه المشاورات. هل ستسفر عن خطوة ملموسة نحو تشكيل حكومة مدنية تُسهم في إنهاء الحرب أم أنها ستضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي السوداني؟

 

Exit mobile version