انقلاب عسكري في غينيا بيساو واعتقال الرئيس إمبالو

في مشهد يعكس تاريخًا طويلًا من الاضطرابات السياسية والانقلابات المتكررة، أعلنت مجموعة من العسكريين في غينيا بيساو سيطرتهم الكاملة على البلاد بعد اعتقال الرئيس عمر سيسوكو إمبالو داخل القصر الرئاسي في العاصمة بيساو. التطورات الأخيرة تأتي وسط أجواء مشحونة بالتوتر الأمني وإطلاق نار متكرر، لتضع الدولة الواقعة في غرب إفريقيا أمام أزمة سياسية جديدة قد تهدد استقرارها الهش.
تفاصيل الانقلاب واعتقال الرئيس
أغلق الجيش حدود البلاد والمجال الجوي وفرض حظر تجول شامل، قبل أن يعلن تعليق العملية الانتخابية التي جرت الأحد الماضي. وأكد إمبالو في تصريحات لمجلة جون أفريك أنه اعتُقل يوم الأربعاء 26 نوفمبر داخل مكتبه بالقصر الرئاسي، إلى جانب رئيس أركان القوات المسلحة اللواء بياجي نا نتان، ونائب رئيس الأركان اللواء مامادو توريه، ووزير الداخلية بوتشي كاندي. وأوضح أنه لم يتعرض لأي عنف، مشيرًا إلى أن الانقلاب دبره رئيس أركان الجيش.
أزمة انتخابية تتفاقم
تزامنت هذه الأحداث مع انتظار النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية والتشريعية، حيث أعلن كل من إمبالو والمرشح المعارض فرناندو دياس فوزهما بشكل منفصل، ما يعزز احتمالات دخول البلاد في أزمة سياسية جديدة. كما شهدت الانتخابات استبعاد حزب المعارضة الرئيسي (PAIGC) وزعيمه دومينجوس سيموينس بيريرا، بعد قرار المحكمة العليا بأن طلباتهما قدمت خارج المهلة المحددة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا.
تاريخ من الانقلابات وعدم الاستقرار
غينيا بيساو، التي شهدت أربعة انقلابات وعدة محاولات انقلاب منذ استقلالها، تعيش اليوم فصلًا جديدًا من عدم الاستقرار السياسي. ففي انتخابات عام 2019، استمرت الأزمة أربعة أشهر بعدما أعلن إمبالو وبيريرا فوزهما في آن واحد. ورغم إشادة بعثة مراقبة إيكواس بالسير السلمي للاقتراع الأخير، فإن الأحداث المتصاعدة أعادت البلاد إلى دائرة الفوضى.
انعكاسات دولية ومحلية
تعليق عمل مؤسسات الدولة بشكل كامل يثير قلقًا دوليًا متزايدًا، خاصة أن غينيا بيساو تُعد واحدة من أفقر دول العالم، وتوصف بأنها محطة رئيسية لتهريب المخدرات بين أمريكا اللاتينية وأوروبا. ومع استمرار الانقلابات وتكرار الأزمات السياسية، تبدو البلاد أمام تحديات ضخمة تتعلق بالاستقرار الداخلي والرقابة الدولية على مستقبلها السياسي.




