كيف تحول الحب والمودة داخل الأسرة المصرية إلى قتل بلا رحمة
تحقيق كتبه – وليد على
نفزع جمعيا حينما تطالعنا الصحف ووسائل الاعلام عن تسعة جرائم قتل بشعه لا يتصورها عقل لا سيما ونحن نسمع انها تقع داخل البيت الذى من المفترض ان يجد كل فرد فيها السكن والراحه والهدواء ويملاء جنباته الحب والموده والرحمه التى جعلها الله عز وجل سكن لهذا البيت,
ويتزايد الفزع حين نعلم ان القاتل هو القلب الذى ينبض بالحب والحنان والدفء داخل البيت بل وهو الذى كان دائم يربى ويعلم ويبنى قيم المبادىء والدين والتسامح داخل جدران هذا البيت انها الام التى طالما تغنى بها وبافعالها الشعراء فنجد حافظ ابراهيم يقول فى فضل الام :
الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
الأمّ روضٌ إن تعهده الحيا بالرّيّ أورق أيما إيراق
الأمّ أستاذ الأساتذة الألى شغلت مآثرهم مدى الآفاق
وتارة اخرى نعجب ان القاتل هذه المرة هو الاب الذى يحمل على عاتقه دوما هموم ومشاكل العمل والحياه وغيرها يخفيها خارج البيت ولا ياتى الا وهو حامل معه الحب والحنان والود لزوجته وحبيبته واولاده .
لكن ما السبب الذى جعل هذا الاب الحنون الذى طالما يعلمنا التضحية والفداء من اجل من يعول يتحول الى وحش قبيح يقتل دون رحمه او شفقة ويدمر كيان ومستقبل بيته الذى حلم به وعمل على بناءه وتحقيق حلمه سنوات طوال .
وبل كيف تحولت الام من مصباح يضىء جوانب البيت ويجتمع حوله من بداخله لينعم بالنور والدفء والطمانينه الى سفاح يقتل ويدمر دون ان ينظر الى دموع اطفال ابرياء وهم يشاهدون امهم تقتل ابهم وتدمرمستقبل اسرتهم وتطفىء مصباح النور وتغلق ابواب الامان والحب والحنان داخل المنزل
أسباب هذه الجرائم الأسرية
وهنا نسأل ما السبب وراء هذه الجرائم البشعه ؟
هل ضياع الاخلاق والبعد عن تعاليم الدين هو السبب ام الفقر والجهل هما من يقف وراء هذه الجرائم ام المسلسلات والانحراف الخلقى التى باتت تعلمه لجميع افراد الاسرة ام البعد عن تراث مجتمعنا هو المسؤل عن هذا الفساد والقتل داخل البيت والمجتمع المصرى .
وهنا يطالعنا مكتب شكاوي المرأة التابع للمجلس القومي للمرأة الشهر الماضى عن تلقيه 8064 شكوى واستشارة قانونية واجتماعية خلال الفترة من يناير وحتي نهاية أبريل 2021، وكانت شكاوي العنف لها النصيب الأكبر حيث تلقي مكتب شكاوي المرأة 1100 حالة عنف ضد المرأة خلال تلك الفترة
وتقول السيدة إيمان ربة منزل ان هذه الجرائم تدل على البعد عن تعاليم الدين السمحه التى تربنا عليها وعلى تراثنا الجميل الذى نجد فيه الاحترام والحب والموده والرحمه بين افراد البيت الواحد وحينما نجد برامج تبث الكراهية والعنف بين افراد الاسرة من خلال برامج و اعمال درامية تحض وتزرع فى الابناء العنف والكراهيه والقتل .
ويقول محمد مهندس فى احدى الشركات ان عوامل غلاء المعيشة وزيادة نسب الفقر والجهل بين افراد المجتمع هى من تحوله من مجتمع صالح ونموذج يحتذى به الى قنابل موقوته تدمر وتقتل كل شىء امامها وان الدوله يجب ان تهتم بهذه الامور التى من الممكن ان تدمر المجتمع .
وتحذر الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعه عين شمس من توجه الدوله توجه مادى وعدم الاهتمام ببرامج التربيه والتوعية وان للدولة دورهام فى ترسيخ مبادىء الاخلاق والقيم وان ما نشهده فى هذه الفتره من اخلاق لا تمت لمجتمعنا باى صله من انحلال اخلاقى وتحريض على العنف فى برامج يشاهدها كل افراد الاسرة وعدم التمسك بميثاق العمل الاعلامى وغياب دور الرقابه على ما يقدم و ينشرمن خلال وسائل الاعلام المختلفه وتشدد على اهمية الرجوع لتعاليم ديننا الحنيف السمحه واظهارها من خلال رجال الدين وعلماء الازهر الشريف وتصحيح الخطاب الدينى وتقديم القدوه لاطفالنا من خلال برامج اطفال هادفه تساعد على تربية الاطفال تربية صالحه .
ويقول الدكتور محمد خليل استاذ علم النفس والاجتماع الإكينيكى بكلية الاداب جامعه عين شمس ان مثل هذه الحوادث قيمه وتحدث فى مجتماعات العالم كل لحظه وموجوده فى مجتمعنا منذوا القدم وينصح بعدم الوقوف عندها اكثر من الازم بل يجب البحث عن عوامل انتشار هذه الحوادث وطرق اصلاح وعلاج هذا الخلل ويضيف ان بداية هذا الامر يرجع الى اصلاح تربية الاطفال فى داخل البيت وقيام الاب والام بدورهم الاساسى وهو زرع الاسس والمبادىء والقيم وهي تلك الجذور الطيبة والأرض الخصبة التي تُبنى عليها أخلاق المجتمعات وتثمر فكلما كانت الجذور طيبة والأرض صالحة كلما كانت الشجرة أكثر ثباتًا وأعظم إنتاجًا
وان من عوامل التربية ان يهتم الاباء والامهات بتغذية العقول قبل الابدان وان يسلحوا ابنائهم بالاخلاق والقيم والمبادىء والعادات والتقاليد والتمسك بالدين وتعاليمه حتى يستطيعوا ان يواجهوا اى نوع من انواع الفساد المجتمعى وعدم تأثير الفساد عليهم ونكون بذلك قد قدمنا افضل نماذج للمجتمع المصرى .
ويقول الدكتور محمد النجار الكاتب والباحث الاسلامى ان المجتمع يواجه حرب شرسة على القيم والتراث الفكرى والثقافى الذى يتمتع بة المجتمع المصرى دون غيره من المجتمعات الاسلاميه فنجد مقدمى برامج بدلا من ان يعالجوا مشاكل المجتمع ويقدموا الحلول السليمة للافراد يقومون بهدم ثوابت الدين والقيم والهجوم دائما على الدين وعلى العلماء وتقديم نماذج سيئه على انهم رجال دين يضلون الناس بأراء وفتاوى ضالة والهدامه تبث الحقد والكراهية بين افراد الاسرة والمجتمع وللقضاء على مثل هذه الحواث يجب عودة الاسرة الى تعاليم الدين والتمسك بقيم وثوابت التربية التى تربينا عليها ويجب ان تهتم الدوله بوضع منهاج تربوى يقوم على اسس دينية ترعاه من خلال وسائل الاعلام وعودة تفعيل دور الرقابة على كل ما يقدم من برامج ومسلسلات وافلام واعلاء دور الازهر تقديمه وعلماءه بالشكل الذى يليق.
الحل
ويتمثل الحل في رأي الخبراء والمتخصصن في العوده لتعاليم ديننا والتمسك بقيم وثوابت مجتمعنا والحرص على تربية ابنائنا تربية صحيحه واصلاح منظومة الاعلام وما يبث من خلالها حتى نضمن لابنائنا برامج هادفه تعينهم على مواجهة اى متغيرات قد تؤثر على سلوكهم.
واقترح ان القيام بحملة توعية مجتمعية واسعة لاعادة القدسية للحياة الأسرية تشارك فيها المؤسسات الرسمية من مدارس وجامعات ومساجد وكنائس وأجهزة اعلامية وثقافية بالتعاون مع مؤسسات المجتع المدني الأهلية . .