الصراط المستقيم

اهتمام الدين بتميز المسلمين

كتب: هاني حسبو.

اقتضت حكمة الله عزّ وجل أن يصطفي من الأيام والشهور والأماكن والبشر فاصطفى من الأيام يوم عرفه ويوم النحر ومن الشهور رمضان ومن الأماكن مكة والمدينة وبيت المقدس ومن البشر محمدا صلى الله عليه وسلم.

كما اصطفى أمة الإسلام من بين الأمم حين قال:

“وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143 .

 

“كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون”آل عمران110.

لذا كانت صفة التميز من أعظم سمات المسلم لأنها تدل على عزة ومكانته بين الأمم؛فالتميز صفة لازمة للمسلم من المفترض ألا تنفك عنه.

يردد المسلم في اليوم والليلة آيات سورة الفاتحة أكثر من سبعة عشر مرة ومنها قوله تعالى:

 

‘اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(7)”الفاتحة.

فيطلب المسلم من الله الهداية للطريق الصحيح القويم المميز الذي لا يشارك غيره فيه ولا يشاركه غيره فيه.

وأكد الله عز وجل على هذه الحقيقة في سورة الكافرون فقال:

“قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ*لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ*وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ* وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ*لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِِ”

وفي قصة تشريع الاذان أعظم الصور لتميز المسلم فلم يرضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتشبه بغيره من الأمم في دعوتهم للصلاة واختار شكلا مميزا وهو الاذان “نداء الصلاة”.

 

فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة أن يجعل بوقًا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس فنخت ليضرب به للمسلمين الصلاة, فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد رؤيا الآذان فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله أنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسًا في يده فقلت: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قال:قلت ندعو به إلى الصلاة, قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟قال:تقول: “الله أكبر الله أكبر-الله أكبر الله أكبر–أشهد أن لا أله إلا الله-أشهد أن لا إله إلا الله–أشهد أن محمدًا رسول الله -أشهد أن محمدًا رسول الله–حي على الصلاة–حي على الصلاة–حي على الفلاح–حي على الفلاح–الله أكبر–الله أكبر–لا إله إلا الله

فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فانه أندى صوتًا منك.

وحينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فأخبر أن هذا يوم نجى الله فيه موسى من فرعون فقال:نحن أولى بموسى منهم وأمر بصيامه وقال :لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع. وذلك لتميز المسلم في عبادته.

ونجد أحاديث كثيرة تبدأ ب”خالفوا اليهود”أو “خالفوا المشركين”للتنبيه على ضرورة التميز.

روى الإمام أحمد فى مسنده – بسنده – عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبى بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبى  فغضب وقال : « امتهوكون فيها يا ابن الخطاب ، فيخبروكم بحق فتكذبوا به ، أو بباطل فتصدقوا به ، والذى نفسى بيده لو أن موسى uكان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعنى » .

فالتميز منهج حياة المسلم يسير عليه ويضعه نصب أعينهم لأنه من سمات وخصائص المسلمين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.