أراء وقراءات

بائع الثلج

بقلم مستشار التحرير/ محمد عبد السلام الخمارى

وأمَّا بائعُ الثلجِ فيجرجرُ خسارةَ رأسِ مالهِ من بدايةِ وقتِ شراءِ الثلجِ وكلما داهمَهُ الوقتُ ولم يبعْ ثلجَهُ كان كمن ركبَ براقَهُ نحو الهاويةِ،  فلا أحدَ يقدسُ قيمةَ الوقتِ كبائعِ الثلجِ ، فالوقتُ عنده أثمنُ من عرشِ الملوكِ عند الملوكِ،

كذلك حالُ أمَّتِنا العربيةِ والإسلاميةِ كلما سرقَها الوقتُ وسحبَ بساطَهُ من تحت أقدامِها وهم يسيرون عكسَ عقاربِ الساعةِ وعدم تكاتفِهم  والتمسكِ بأواصرِ الجاهليةِ ونبذِ الخلافِ وراءَ ظهورهِم أكلتهم البراغيثُ( العدو )،

وكلما اتَّسعَ قطرُ عقاربِ الساعةِ وتباعدتْ أطرافُها ضاقتْ عليهم الأرضُ بما رحبتْ ومزقتهم أنيابُ الضمائرِ الميتةِ من بهلواناتِ وأراجوزاتِ الأعداءِ وخلائفِ الشيطانِ من غيرِ بنى جلدتِهم.

محمد عبد السلام الخمارى

كاتب وباحث وخبير استراتيجي 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى