الصراط المستقيم
“بالتي هي أحسن”… منهج حياة وسر القلوب الطيبة

✍️ بقلم: علاء رمضان عبدالله
ما دخل الإحسان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه. في زمن كثرت فيه المشاحنات وتباعدت فيه القلوب، تأتي دعوة القرآن الكريم لتكون لنا نورًا وهداية: ﴿ادفع بالتي هي أحسن﴾. إنها ليست مجرد دعوة إلى اللين، بل هي منهج متكامل للتعامل مع النفس والناس، مع القريب والبعيد، مع الصديق والعدو.
معنى “بالتي هي أحسن” في القرآن الكريم
- يقول الله تعالى: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾ هذه الآية العظيمة ترسم لنا طريقًا لتحويل العداوة إلى مودة، والخصام إلى صداقة، فقط عبر الإحسان في الرد والتعامل.
- وفي موضع آخر: ﴿ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن﴾ حتى في الحوار والمجادلة، يدعونا الله إلى اختيار أرقى أساليب التواصل.
“بالتي هي أحسن” في حياة النبي ﷺ
- حين أُوذي النبي ﷺ من أهل مكة، قال لهم: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، رغم ما فعلوه به، فكان نموذجًا للرحمة والإحسان.
- جاءه رجل فأساء القول، فابتسم النبي ﷺ وأكرمه، فقال الرجل: “أشهد أنك لا تقابل السيئة بالسيئة بل بالإحسان، أشهد أنك رسول الله”.
- النبي ﷺ أحسن إلى جاره اليهودي، رغم اختلاف الدين، ليعلمنا أن الإحسان لا يُقيد بجنس أو دين.
نماذج من الصحابة والتابعين
- أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لما رُمي مسطح في عرض السيدة عائشة، أقسم أن يقطع عنه النفقة، فنزل قوله تعالى: ﴿وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴾ فقال الصديق: “بلى، نحب أن يغفر الله لنا”، فعفا عنه.
- الحسن البصري، شتمه رجل، فقال له: “إن كان فيما تقول غفر الله لي، وإن لم يكن فيه غفر الله لك”، فبكى الرجل وقبّل رأسه.
اجعلها دستورًا لحياتك
- تعامل مع زوجتك بالتي هي أحسن.
- برّ والديك بالتي هي أحسن.
- أحسن إلى جيرانك وزملائك.
- عامل الناس جميعًا، حتى غير المسلمين، بالتي هي أحسن.
فبها تُبنى المجتمعات، وتُغرس القيم في نفوس الأطفال، ويختفي الإرهاب والبلطجة، وتنتشر الرحمة والسلام.
دعوة ختامية: لا تنسوا الدعاء لوالدي بالرحمة والمغفرة،وأن يسكنه الله فسيح جناته. ولكل موتى المسلمين .واجعلوا من “بالتي هي أحسن” دستورًا جديدًا لحياتكم، تنعمون فيه بالسكينة والمحبة.
علاء رمضان عبدالله أوقاف القناطر الخيرية