تقارير وتحقيقات

بالصور : أقدم محالج القطن بالعالم في القناطر يتحول إلى خرابة

محمد علي أنشأ المحلج عام 1847 على مساحة 28 الف متر على النيل

 

محلج القطن شاهد على اهماله هيئة الآثار بعد احباط محاولة تنقيب داخله 

تحقيق يكتبه / خالد طلب

يعد محلج القطن بالقناطر الخيرية أحد أهم الآثار بالمدينة، فالمحلج الذي أنشأه محمد على باشا تعرض للإهمال وتحول الى مكان للتنقيب عن الاثار .ورغم قيمة هذا المحلج التي تقدر بالملايين، خاصة أنه يقع على مساحة تتخطى 28 ألف متر مربع، بموقع فريد على نهر النيل الا أنه لم يتم استغلاله منذ إغلاقه وتوقفه عن الإنتاج بداية التسعينيات، وتركته وزارة الآثار للإهمال، لينهش وينخر في عظامه حتى تحول إلى خرابة من الداخل والخارج.

شاهد على النهضة

ويعد محلج القطن بمدينة القناطر الخيرية  أول محلج للقطن في عهد محمد علي باشا عام 1847، وذلك ضمن خطته لمشاريع نهضة مصر التي ارتكزت على الاهتمام بالزراعة، وعلى رأسها زراعة القطن، فظلت مصر تمتاز عن غيرها من أقطان العالم بالجودة والمتانة لعقود طويلة وحتى وقت قريب.

و استمر في العمل لعقود فشارك بأهم أوقات النهضة بمصر،فقد كان ينتج الزيوت والصابون والعلف من بذرة القطن بعد حلجه. جاء قرار بوقف العمل به عام 1990 ، ليصبح مهجورًا بعد أن كان احد قلاع الانتاج ، فأصبح تسكنه الحيوانات واندثر تاريخة مع مرور الوقت وبزيادة الأتربة عليه ورغم ذلك فقد ظل المحلج يتمتع بتصميمه الخلاب حتى اليوم.

موقع للتنقيب

من جانبه قال يوسف علام أحد أهالي القناطر الخيرية إن المحلج شهد مؤخرا واقعة التنقيب عن الاثار وسمعنا الكلام ده من وسائل الإعلام ومازال الفاعل مجهولا مشيرا إلى أن المكان متروك للإهمال ولا يتذكره المسئولون إلا عند قدوم مسئول أو وزير والذي يعطي الوعود لتطويره وتحويله إلى فندق سياحي وغيرها وفي الواقع لا يحدث شيء.

بدوره أكد مختار شداد نائب رئيس مدينة القناطر الخيرية أن المحلج يصنف أثريا ويتبع هيئة الآثار لكن مجلس المدينة يديره فقط موضحا أن المسئولين عن الآثار ومجلس المدينة فوجئوا عند محاولة ترتيب المكان استعدادا لزيارة أحد المسئولين له بوجود حفرة عميقة وخشب يستخدم في التنقيب عن الآثار داخل إحدى غرف المحلج لافتا إلى أنه تم إبلاغ الأجهزة الأمنية والتي قامت بمعاينة المكان وفرض الحراسة عليهم.

وعود لم تتحقق

أصبح المحلج حائرا بين الآثار ومحافظة القليوبية حيث قام المحافظون السابقون للمحافظة بزيارة المحلج بصحبة وزراء الآثار والأجهزة المعنية، وأعلنوا استغلال المحلج والاستفادة منه ومن تاريخه من خلال تحويله الى مزار عالمي واقامة فندق لخدمة السياحة الداخلية بالمدينة، ولكن رغم مرور هذه السنوات وتعاقب أكثر من محافظ على، إلا ان التصريحات كلها مجرد حبر على ورق ولم يتم تنفيذ منها أي شيء.

لا توجد ميزانيات

من جانبه أكد مصدر بمنطقة آثار القليوبية أن محلج القناطر يعد من أقدم المحالج بالعالم فهو مبنى اثرى تابع لوزارة الآثار ولكنه ملك محافظة القليوبية وتتولى حراسته بجانب إشراف لجنة من آثار مدينة القناطر الخيرية تقوم بالمرور عليه.

وأضاف المصدر أنهم اكتشفوا وجود حفرة كبيرة بالاستراحة الثالثة بالمحلج حفرها مجهولون للتنقيب عن الآثار داخل المحلج وتم عمل مذكرة ورفعها لهيئة الآثار المصرية، وتحرير محضر بمركز القناطر الخيرية للبحث عن الجناة  مشيرا إلى أنه تم تكليف خفراء المحلج بعمل ورديات على مدار الساعة بمنطقة المحلج ومحيط مكان التنقيب عن الآثار لضبط أى محاولات للتنقيب .

وتابع أن المحافظة بها العديد من الآثار الإسلامية والتاريخية والفرعونية والاهتمام بها تحتاج ميزانية بالملايين وهي غير متوفرة  مؤكدا أن هناك دراسة بالفعل في الوزارة لتطوير المحلج ليصبح فندقا ومزارا سياحيا مع الحفاظ على قيمته الأثرية وذلك بالاتفاق مع وزارتى السياحة والآثار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.