كتب- إبراهيم عوف
صرح الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية بأن المجلس قد شارك في قمة التصحر (COP 16 ) التي تستضيفها المملكة العربية السعودية خلال شهر ديسمبر الجاري، بالعاصمة الرياض، تحت شعار “أرضنا مستقبلنا”، وذلك حرصا من المجلس – برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود – على مناقشة تأثيرات وتداعيات التصحر والتغير المناخي على حقوق الأطفال، تحت شعار “حق الطفل في بيئة آمنة وصحية” باعتباره حقا أساسيا للطفل وأن غيابه يعني هدر جانب كبير من حقوقه في مجالات عدة منها الصحة والتعليم بل وحقه في البقاء.
وكان المجلس قد نظم في إطار انعقاد قمة التصحر 16 جلستين عقدت الأولى بعنوان “الجلسة الحوارية مع الأطفال واليافعين حول حقوق الطفل”، بالشراكة بين المجلس وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” والمنظمة الكشفية العربية وجمعية الكشافة السعودية، وذلك يوم 6 ديسمبر 2024 بجناح مجموعة التنسيق العربية بالمنطقة الزرقاء بالقمة، حيث ضمت الجلسة عدد 11 طفلا من أشبال الكشافة السعودية، وتناولوا بالحوار مفهوم التصحر وتأثيراته وابرز المبادرات الوطنية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في مجال مواجهة التصحر.
افتتح أعمال الجلسة الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية والوزير مفوض لبنى عزام مدير إدارة الأسرة والطفل بجامعة الدول العربية، والأستاذ محمد السليم مدير المشاريع ببرنامج الخليج العربي للتنمية، وأدارها الأستاذ عصام علي الخبير في مجال حقوق الطفل.
وقد أوصى الأطفال في جلستهم بأهمية العمل بالحفاظ على البيئة ومكافحة التصحرـ وتبني مشروعات ومبادرات في هذا المجال، مؤكدين على ضرورة وضع حلول من أجل البدء من الآن للحفاظ على البيئة من أجل مستقبل أكثر استدامة.
يذكر بأنه خلال أعمال تلك الجلسة تم عرض فيديو من إعداد وإنتاج المجلس العربي للطفولة والتنمية وبالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” بعنوان “ماذا إذا زرعنا تريليون شجرة” موجه للأطفال في دعوة إلى مواجهة التصحر، وتأكيد أن للأطفال حق في المشاركة وعليهم دور في حماية الكوكب من أجل المستقبل.
في حين عقد المجلس بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية جلسة علمية بعنوان “حقوق الطفل العربي والتصحر”، وذلك يوم 7 ديسمبر 2024، بجناح جامعة الدول العربية بالمنطقة الزرقاء بالقمة، حيث تناولت الجلسة التصحر وما يمثله من تهديد مباشر لحقوق الطفل من حيث نقص الغذاء والماء نتيجة تدهور الأراضي، وانقطاع الأطفال عن التعليم، وتزايد الهجرة والنزوح الناتج عن فقدان الموارد الطبيعية.
تحدثت في الجلسة الأستاذة الدكتورة نهلة قهوجي عميد كلية علوم الإنسان والتصاميم بجامعة الملك عبد العزيز السعودية عن أن التصحر تهديد مشترك بين عدد من الدول العربية، وتربية الأطفال بيئيًا هي خط الدفاع الأول، ووضعت مجموعة التحديات والحلول القائمة على أن حقوق الأطفال في بيئة صحية ومستدامة يجب أن تكون أولوية، وختمت بأهمية وضع خطط تعليمية طويلة الأمد تركز على الاستدامة، مع تعزيز مشاركة وفهم الأطفال لقضايا البيئة، وزيادة التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
وأوصى الحضور في نهاية الجلسة بدعوة الدول العربية إلى تبني سياسات تعليمية جديدة لمكافحة التصحر بمقاربة تقوم على المعرفة عن طريق الخبرة، وتأسيس مبادرات للأطفال والشباب داعمة للبيئة بين الدول العربية، مع ضرورة بناء وعي عام بأهمية العمل المناخي من أجل حماية مستقبل الكوكب والأجيال القادمة.