الفن والثقافة

بالصور.. «مهرجان القاهرة» يوصي بإقامة مؤتمر لبحث قضايا فناني العرائس في مصر

 

كتب- إبراهيم عوف

اقامت إدارة «مهرجان القاهرة لمسرح العرائس» الأمسية الثالثة والأخيرة في دورة المهرجان الأولى والمهداة الى فنان العرائس الدكتور جمال الموجي، وذلك بقاعة الدكتور ثروت عكاشة بالفرع الثاني لأكاديمية الفنون بالهرم.
ادار الأمسية الناقد جرجس شكري والذي أكد على ان المهرجان يعد فرصة لطرح أسئلة حول فن العرائس وظاهرة التراجع في التعامل معه.
وتحدث الكاتب والشاعر احمد زيدان في المحور الأول حول المتابعات النقدية لبعض عروض المهرجان ومنها: عرض «مروان وحبة الرمان» وعرض «لازم تصلح غلطتك» وعرض «فرحة» 1.
وفي المحور الثاني من الأمسية تحدث المخرج محمد نور المدير السابق لمسرح العرائس، ووجه الشكر لأكاديمية الفنون على إقامة هذا المهرجان وفتحه افاق جديدة في عالم العرائس لم يتكلم به أحد من قبل.
وأضاف نور ان مخرج مسرح العرائس يختلف عن مخرج المسارح البشرية لان فن العرائس قائم على الخيال والفنتازيا ولديه أدوات خاصة جدا، وهو مرتبط بالتراث والديكور والموسيقى والأداء التمثيلي للعروسة التي يحكمها العالم السحري المبني على التقنيات المسرحية.
وفي كلمته ذكر الناقد احمد عبد الرازق أبو العلا انه في بداية التسعينات كتب بحث طويل للإجابة عن كيف يتم التعامل نقديا مع عروض مسرح العرائس بالتطبيق على مسرحية «حمار شهاب الدين»، ونحن نحتاج الى توضيح المفاهيم النقدية وعدم الخلط بينها.
وأضاف عبد الرازق انه كمثال: «مسرح الطفل» غير «مسرح العرائس» غير «المسرح المدرسي»، فالمسرح المدرسي يهتم بمسرحة المناهج اما تقديم مسرحية للأطفال داخل أحد المدارس يعتبر هذا مسرح طفل وليس مسرح مدرسي، ومسرح الطفل ليس مسرح عرائس فقط، وبالتالي فكل مفهوم مختلف عن الاخر.
وروى عبد الرازق ان المخرج الروسي «سيرجي أوبرازتسوف» شاهد عرضا أمريكيا قدم بالاراجوز وهو نص «الليلة الثانية عشرة» لويليام شكسبير، وبالتالي فإن عناصر أخرى من الفرجة الشعبية يمكن استخدامها في مسارح الكبار، وقد اخذ «سيرجي» بعض الروايات وأعاد تقديمها لمسرح العرائس باستخدام يديه الاثنين من خلال القفازات وعبر تلوين نبرة صوته لأداء أكثر من شخصية.
وطرح عبد الرزق مثلا اخر بالكاتب المصري يعقوب صنوع الذي كتب في عام 1872 مسرحية «الضرتين» وخلال النص اظهر شخصية أراجوز بين ضرتين متزوج منهما، وتحويل سمات الاراجوز العروسة لنفس سمات الاراجوز البشري بأداء كوميدي.
وكشف عبد الرزق ان هناك مشكلة في المتعاملين مع مسرح العرائس وهي عدم وجود كتاب حاليا يكتبون خصيصا لمسرح العرائس وما نراه الان هي مظاهر مسرحية، وهي ليست مشكلة محلية فقط ولكنها عالمية.

وفي المحور الثالث من الأمسية تحدث الدكتور محمد زعيمة وهو مؤلف كتاب «الابداع في مسرح العرائس» وقال ان الكتاب يعد تقديم لمجموعة من الدراسات المختارة والأبحاث العلمية حول مسرح العرائس من خلال تجميع لمجهود سبعة أساتذة وثمان أبحاث لهم ومعظم هذه الأبحاث خاصة بالترقيات وبالتالي فتحمل الجدية في مضمونها ويوجد بها جزء خاص بمسرح الطفل.
وأضاف زعيمة ان هذه الأبحاث تنوعت بين ما يهتم بالشكل التربوي والقيمي للعرائس مثلما كتب الدكتور سمير شاهين، وهناك أبحاث تكلمت عن أنواع العرائس مثل بحث دكتورة مروة صالح والتي وضعت به تصميمات مبتكرة وحديثة لأشكال قديمة من العرائس مما يؤكد على ان فن العرائس ليس نمطيا او ثابتا، وهو ما رأته أيضا الدكتورة داليا فؤاد والدكتورة صفاء فهمي امام في جزء من رسالتها، وقد تسائل بعض الباحثين عما هو الشكل الإبداعي للعرائس بداية من التصميم والتنفيذ وكيفية صناعة العرض العرائسي لمختلف المراحل العمرية الصغيرة او الكبيرة.
وعقب بعد ذلك الدكتور أسامة محمد علي أستاذ كلية تربية نوعية والمدير الحالي لمسرح القاهرة العرائس، وقال: حاولت اقرأ الكتاب بنظرة مختلفة، واشكر دكتور زعيمة على تقديمه للكتاب، وبالدخول في أبحاث الكتاب وجدت بحث للدكتور سمير شاهين تعرض لفكرة توظيف العروسة وأثرها على العمل الفني واكد فيه على ان العروسة لا تحب السرد الكثير، وفي بحثه الثاني حول البعد التعبيري للشخصيات في العروض التجريبية لفرقة «مومنشانز» السويسرية المتخصصة في مسرح الأقنعة من خلال تقديمهم لعرائس تجريدية سريالية كمصدر إلهام، تعتمد على الصوت وليس الأداء التمثيلي للعروسة من خلال الأقنعة المتعددة والرؤوس ثلاثية الابعاد.
وأضاف علي: هناك بحث اخر تكلم عن المسرح العرائسي في أوروبا بالقرن العشرين ورصد العديد من الدول منها: تشيكوسلوفاكيا قبل الانفصال، والمجر وبولندا وفرنسا وانجلترا، وبالطبع روسيا وألمانيا، اما بحث الدكتورة داليا فؤاد فتكلم عن القيم التشكيلية في مسرح المخرج الفرنسي «فيليب شانتيه» وتوظيفه العرائس، وذكر «علي» انه شاهد من قبل عرض مميز ل «فيليب» في منتصف التسعينيات بمصر.
وواصل علي، كلامه عن الأبحاث حيث كتبت الدكتورة مروة محمد صالح بحث حول كيفية تحويل الرموز الشعبية للغة بصرية معاصرة وكيفية استخدام الواقع المعزز بالفيديو، بالإضافة الى بحث الدكتورة نورهان عوض حول معالجة فانتازية من واقع سينوغرافيا رواية «رحلة الى مركز الأرض» للكاتب الفرنسي «جول فيرن».
واختتم الدكتور أسامة محمد علي حديثه عن بحث الدكتور عادل ناجي حول عرائس الماريونت وعلاقتها بمسرح الطفل بداية من المصريين القدماء واليابانيين وبلاد ما بين النهرين علاوة على أنواع مسرح الدمى والعرائس، والديكور، وطرق العرض والإخراج.
وفي ختام الأمسية أعلن الدكتور حسام محسب رئيس المهرجان عن الشروع في إقامة مؤتمر لفناني العرائس في مصر لمناقشة كافة قضايا العرائسيين وهي أحد توصيات الدورة الأولى من هذا المهرجان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى