كتب / محمد السيد راشد
في حدثٍ بارز وأمام حضور الملك تشارلز الثالث، قامت السناتور الأسترالية ليديا ثورب، من السكان الأصليين، بمهاجمة الملك خلال حفل استقبال أُقيم في مقر البرلمان بكانبيرا، اليوم الاثنين 21 أكتوبر، حيث صاحت ثورب شعارات مناهضة للحكم البريطاني عقب كلمة ألقاها الملك.
وقالت ثورب بصوت مرتفع خلال دقيقة من الانتقاد اللاذع: «أعِد لنا أرضنا! أعطنا ما سرقته منا!». كما أضافت في كلمتها الحادة: «هذه ليست أرضك، وأنت لست ملكاً عليّ»، ووصفت الاستعمار البريطاني بأنه «إبادة جماعية» ارتكبها المستعمرون الأوروبيون ضد السكان الأصليين في أستراليا.
تُعد أستراليا مستعمرة بريطانية سابقة دامت لنحو 100 عام، قُتل خلالها الآلاف من السكان الأصليين ونُهبت أراضيهم، بينما تعرضت مجتمعات بأكملها للنزوح. ورغم إعلان أستراليا استقلالها الرسمي عام 1901، إلا أنها لم تتحول إلى جمهورية، ولا يزال ملك بريطانيا يشغل منصب رئيس الدولة.
جاءت كلمات ثورب خلال حفل استقبال للملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في البرلمان الأسترالي، كجزء من جولة استمرت تسعة أيام في أستراليا وساموا، وهي الجولة الأولى للملك خارج بريطانيا منذ إعلان إصابته بالسرطان في وقت سابق من هذا العام.
تشتهر ليديا ثورب بمواقفها النارية ضد الملكية البريطانية. في واقعة شهيرة خلال أدائها اليمين الدستورية في عام 2022، وجّهت انتقادًا لاذعًا للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، والدة الملك تشارلز، عندما وصفتها بـ«جلالة المستعمِرة». واضطرت رئيسة مجلس الشيوخ حينها إلى التدخل ومطالبتها بأداء القسم الرسمي.
يُذكر أن أستراليا أجرت استفتاء في عام 1991، حيث صوّت الشعب بفارق ضئيل لصالح بقاء الملكة كرئيسة للدولة. كما صوت الأستراليون في عام 2023 بغالبية كبيرة ضد الاعتراف بالسكان الأصليين في الدستور وتأسيس مجلس استشاري لهم.