بالفيديو : ثورة رمضان الروحية (14) هكذا تنهض اندونيسيا..شباب يقرأون القرآن في الشوارع
بقلم / الدكتور محمد النجار
أذهلني مقطع فيديو لشباب اندونيسيا وهم في الشوارع في شهر رمضان ..وهذا يؤكد مقالتي السابقة بعنوان (( ثورة رمضان الروحية (13) شباب ضائع كالأنعام بل هم أضل)).
إذا أردت أن ترى مستقبل أمة ، عليك بالنظر والتفحص لشبابها الحاضر ، فإذا كان الشباب متعلماً ومتخلقاً بالقيم الإنسانية ، وهادئاً في تصرفاته ، ويقضي وقته في عمله ، أو في المدرسة ،أو الجامعة ، أو المسجد ، أو البيت ، فاعلم ان مستقبل الأمة واعداً ، حتى لو كانت الأمة أو الدولة لاتملك أي موارد طبيعية ، لأن أعظم ثروة في حياة الأمم والشعوب هي الثروة البشرية ، هو الإنسان ، الذي يفكر ويعمل ويبدع ، ويوظف كل امكاناته للنهوض بوطنه ، وهذه الصفات لو اجتمعت في شباب ، فاستبشر بمستقبل زاهر لهذه الأمة ..
أما لو كان معظم شباب الأمة جاهلا ، تائها ، ضائعا ، لا يعرف طريقا للمساجد ، بل يهيم على وجهه في الشوارع ، وتتلقفه عصابات المخدرات ، ويغوص في الفواحش .. فاعلم أن هذه الأمة بلا مستقبل ، بل بمستقبل مُظلم انسانيا واجتماعياً واقتصاديا وحتما مستقبل مُظلم سياسيا ، و قد حكمت تلك الأمة على نفسها بالإنهيار في كافة المجالات والطرق.
وقد رأيت فيديو لشباب اندونيسيا وهي أكبر دولة في العالم الاسلامي ، التي يفوق تعدادها ((280))مليون نسمه في عام 2021م ، ويفوق تعداد العالم العربي أجمع تقريبا ، وهم يملأون الشوارع العامة يقرأون القرآن ، ويتلون آياته ، وانعكس ذلك على طبيعة هؤلاء الشباب بنظافة شوارعها ، ونصاعة مظهر شبابها وفتياتها ، وهدوء طبائع هؤلاء الشباب ،، ليس هذا فحسب ، بل انعكس هذا السلوك الإسلامي على النمو الاقتصادي ، رغم عدم امتلاكها موارد اقتصادية ضخمة كما يملك العالم العربي ، لكن ارتفع معدل نموها الى 5.4 % ، كما أن عملتها من أكثر العملات المستقرة في العالم ، ولا يطاردها صندوق “البؤس” الدولي اقصد صندوق النقد الدولي ، الذي ما دخل دولة إلا أفلست اقتصاديا واخلاقيا وعلميا ، وفشت فيها كل الموبقات ، ولنا في العالم العربي أمثلة كثيرة تملك موارد بشرية واقتصادية وبحار وانهار لكن أفسلت أو على وشك الإفلاس .
اللهم احفظ بلاد المسلمين ، وأبعد شبح الإفلاس والتبعية عنهم ، وردهم إلى دينك ردا جميلا.
د.محمد النجار 20-04-2023 الخميس29مضان1444هـ