بقلم / الدكتور محمد النجار
لم يكن هذا الإتهام من فلسطيني ضد السلطات الاسرائيلية بتعذيبه. ولم يكن ذلك الإتهام من أحد مواطني غزة الذين اعتقلتهم اسرائيل بطرق وحشية وإجرامية وتعرضوا لأبشع الأساليب القهرية في التاريخ الحديث.
دعوى إتهام اسرائيل من مواطن اسرائيلي
إنما صدرت هذه الدعوة من مواطن اسرائيلي كان عميلاً اسرائيلياً سابقاً خدم جهاز الشاباك الاسرائيلي والموساد أكثر من ((25)) عاما.
وفي تصريح لصحيفة “هارتس” الاسرائيلية بتاريخ 14-08-2024م كشفت أن مسؤولا كبيرا سبق أن خدم الموساد طيلة حياته، وبعد خروجه من الخدمة ،اضطر لرفع قضية أمام المحاكم الاسرائيلية ضد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي المعروف ب “الشاباك” والموساد.
استجواب اسرائيلي مهين وقاسي يؤذي النفس والروح
وتمحور إدعاء هذا العميل أن جهاز الشباك استخدم ضده اساليب قاسية ومهينة ، تأثرت بها صحته سلبا بسبب هذا الاستجواب المهين والقاسي .
وهذه هي المرة الأولى التي يُقاضي فيها الموساد والشاباك من عميل اسرائيلي سابق ، ويتهم تلك الأجهزة باستخدام أساليب التعذيب تأثرت بها صحته .
مطالبة بتعويض
ويطالب هذا العميل السابق لأجهزة الشاباك والموساد بتعويض قدره((300))ألف شيكل ، بما يعادل ((80))الف دولار ، وذلك نظير ماتأثرت به صحته جراء التعذيب.
هذا تعذيب المواطن الاسرائيلي فما بال التعذيب للفلسطينيين ؟؟
إذا كانت تلك الوحشية لهذا الاسرائيلي ، فكيف تتعامل تلك الأجهزة مع الفلسطينيين ،وما نشاهده على الشاشات الفضائية مباشرة من أبشع اساليب التعذيب الاسرائيلي الصهيوني ضد الفلسطينيين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة؟ .
حظر النشر في قضية تعذيب الموساد منذ ((15))
وحسب جريدة هآرتس الاسرائيلية ، تم حظر النشر في هذه القضية منذ نحو ((15))سنة ، وذلك من قِبلِ أجهزة الموساد، والشين بيت (الشاباك) أو جهاز الأمن الداخلي، والشرطة، ومكتب المدعي العام في حيفا ، كما أصدر وزير الدفاع أمراً مماثلاً.
ويتم عقد جلسات تلك القضية سرا في أبواب مغلقة خوفا من تسرب الاسرار التي تدين اسرائيل علانية إدانة بائنة لا تستطيع الفكاك منها .
إنه شاهد من أهلها على إجرامهم
إنها الشهادة التي لا تستطيع أن تنكرها اجهزة الأمن الاسرائيلي والموساد على بشاعة ووحشية الاساليب التي يستخدمونها مع أبناء الشعب الفلسطيني . إنها الجريمة البشعة الثابتة عليهم في وحشية تلك المنظومة لهذه الدولة المزعومة “اسرائيل”.
لقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكشف حقيقة الدولة المزعومة أمام كافة الأمم والشعوب ، وذلك على لسان أحد المسئولين في أجهزة الأمن الاسرائيلية ، ومن خلال الوثائق والمستندات ، والتي اقتحم فيها جهاز الشابات والموساد مكتب العميل السبق لأجهزة الأمن والموساد ، والتعدي على المكتب وسرقة مستنداته وأمواله .
ويمكرون .. ويمكر الله
وصدق الله العظيم : (((وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)))الأنفال30
لقد وقف كفار قريش على باب بيت النبي محمد ﷺ وقد اتفقوا على قتله ، فأطْلعَ اللهُ تعالى نبيه على تلك المؤامرة الخسيسة من هؤلاء الكفار ، وأمره ألا يَبيت في مضجعه ، فوضع النبي ﷺ عليًّا أن يبيت مكانه ، ففعل ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار، وظل كفار قريش يحرسون البيت انتظاراً لخروج النبي ﷺ ، فلما لم يخرج أمامهم في الصباح ،دخلوا البيت ، فلم يجدوه ، ووجدوا علي بن ابي طالب ، فسألوه : أين صاحبك؟ قال: لا أدري، فخرجوا بحثا عن النبي ﷺ ، ولم يعثروا له على أثر ، وقد نجاه الله من مكرهم .. إنهم مكروا مكراً ، فأين مكرهم من مكر الله علام الغيوب!!
وهكذا مكر بني اسرائيل والصهاينة جميعا عجماً وعرباً ، وأين مكرهم من مكر الله ، وإن مكرهم لتزول منه الجبال. والله أكبر من كل كبير ،وهو على كل شئ قدير
وما النصر إلا من عند الله
((( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ)))القصص5-6
د.محمد النجار 16-08-2024م ظهيرة الجمعة 12صفر1445هـ (طوفان الاقصى310يوم)