بقلم / الدكتور محمد النجار
كثيرا ما تحدثت أمريكا أثناء حرب غزة الحالية “طوفان الاقصى” والإبادة الجماعية الاسرائيلية الصهيونية للشعب الفلسطيني في غزة ، وأنها تسعى لوقف تلك المجازر الاسرائيلية عبر شهور تلك الحرب المستمرة حتى تاريخ هذا المقال ، وأنه لا يمكن حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين إلا باقامة دولة فلسطينية ، بل وطالت مناقشاتها حول وصف هذه الدولة الفلسطينية حتى ظن العرب -“أصحاب العلاقات الاستراتيجية مع أمريكا”- بأن أمريكا صادقة فيما تقول ، فتقدمت الجزائر بمشروع في مجلس الأمن لاستصدار قرار بإنشاء دولة فلسطينية تنضم للأمم المتحدة.
فاجعة الدول العربية .. خاصة دعاة التطبيع
إلا أن الفاجعة التي أذهلت العرب خاصة “المطبعين والمطبعين في الطريق” عندما استخدمت الولايات المتحدة الامريكية “االفيتو” ضد مشروع إقامة دولة فلسطينية ، في الوقت الذي لم تعترض أي دولة بما فيها فرنسا التي أيدت القرار وبريطانيا التي امتنعت عن التصويت وغيرهم من الدول.
حزن وبكاء مندوب فلسطين بعد الفيتو الأمريكي
لم يستطع مندوب فلسطين السفير رياض منصور، إيقاف دموع عينيه التي ملأت قلبه بالحزن والأسى ، والشعور بالظلم والقهر الأمريكي ، وتحدث قائلاً :
(((غزة العظيمة .. بل الشعب الفلسطيني كافة في كل أماكن تواجده .. يريد الحياة ويتشبث بها كباقي شعوب الأرض .. شعب يتوق للحرية .. والعيش .. والحياة الكريمة والعيش بسلام ، شعبنا الفلسطيني ..لن يختفي.. ولن يندثر.. ولم يكن فائضا عن الحاجة
.. إما تنصفوه أوتنسفوه..))).
رئيس مجلس الأمن تبكي تضامنا مع فلسطين
بكاء مندوب فلسطين خلال إلقاء كلمته حول ما يجري في غزة جعل رئيسة مجلس الأمن السفيرة فينيسا فريزر مندوبة مالطا تتضامن معه وتذرف الدموع تأثرا بموقفه وظهرت وهي تمسح دموعها أثناء إلقاء مندوب فلسطين كلمته.
المنظر المخزي للمندوب الأمريكي وهو يرفع يده معارضا عدة مرات
لم يكتف المندوب الأمريكي “ذو البشرة السوداء” برفع يده مرة واحدة ضد قرار إنشاء الدولة الفلسطينية ، بل كان يرفع يده أمام كل كلمة ينطق بها المندوب الفلسطيني أثناء إلقاء كلمته ، وذلك في موقف أمريكي إنساني مخزٍ. ولم يتذكر أجداده الأفارقة الذين كان يسحقهم الأمريكيون في حملات إبادة ، وقتلوا مئات الالاف منهم مثل تلك الأبادة الجماعية التي يمارسها المجرمون الآن في غزة وفلسطين ضد الشعب النساء والاطفال والرضع، وتدمير كافة المنشآت المدنية في المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس في إجرام لم يسبق له مثيل وتحت هذا الغطاء الامريكي لتلك الجرائم التي انكشفت في جميع انحاء العالم .
مشاركة أمريكا في المجازر الاسرائيلية وحرب الإبادة على شعب غزة
رغم المحاولات الأمريكية الكاذبة في إظهار سعيها لإيقاف حرب غزة ، إلا أنها فشلت أمام العالم أجمع في اقناعه ببرائتها من دماء الشعب الفلسطيني ، حيث جاء الفيتو الأمريكي كاشفا للخيانة الإنسانية الأمريكية ، ويثبت للعرب والمسلمين أن أمريكا هي العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني وكافة شعوب العالم العربي والاسلامي ، بل وعدوة الانسانية في كل مكان .
د.محمد النجار 22-04-2024م فجر الإثنين 13شوال1445هـ (اليوم198طوفان الاقصى)