بالفيديو .. ملكة الأردن :المجاعة في غزة كارثة بشرية من صنع إسرائيل

الملكة رانيا:

-كل لحظة هي فارقة.. الأطفال في غزة يتضورون جوعا والإنزالات الجوية ليست بديلا عن وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع 

-طالما يُسمح لإسرائيل بالإفلات من خرق القانون الدولي – وما دام حلفاؤها لا يحملونها المسؤولية فذلك سيزيد حصانتها من العقاب

كتب – محمد السيد راشد

قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله إن ما يحدث في غزة اليوم أمر مشين وفظيع للغاية، ومتوقع حدوثه لأنه كان متعمداً، مشيرة إلى أن المجاعة التي يعيشها السكان هناك ليست كارثة طبيعية، لكنها من صنع إسرائيل.جاء ذلك خلال مقابلة لجلالتها، مساء الاثنين 11 مارس الجاري ، مع شبكة “سي ان ان” الأميركية أجرتها الإعلامية كريستيان أمانبور عبر الستلايت من قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية، حيث كانت جلالتها قد اطلعت، قبل المقابلة، على كيفية تجهيز المساعدات الغذائية والإغاثية لإرسالها مباشرة إلى سكان غزة عبر الإنزالات الجوية.

نستقبل بقلوب مثقلة جداً شهر رمضان

وأضافت جلالتها أننا هذه الأيام نستقبل بقلوب مثقلة جداً شهر رمضان والمرتبط بالتجمعات العائلية، والتقاء الناس ومشاركة وجبات الإفطار معاً، متسائلة كيف هو الحال بالنسبة لأهل غزة اليوم الذين يعانون من الجوع والعطش في خيام أو ملاجئ مؤقتة، حزينون على موتاهم والحياة التي كانوا يعيشونها قبل بضعة أشهر فقط.

وقالت منذ بداية هذه الحرب قامت إسرائيل بقطع كل ما هو ضروري لاستمرارية حياة الإنسان، الغذاء والوقود والمأوى والدواء والمياه، وذلك مستمر منذ خمسة أشهر مما جعل أهل غزة معتمدين بشكل كامل على المساعدات الخارجية، وفي الواقع، وبشكل منهجي، إسرائيل رفضت وقامت بتأخير الكثير من تلك المساعدات، وفي بعض الأحيان يتم قصف قوافل تحمل هذه المساعدات، وإطلاق النار على الذين يحاولون أخذ أي موارد شحيحة يمكنهم الحصول عليها.

أعداد متزايدة من الأطفال يموتون

وبينت جلالتها أنه وفي شمال غزة الناس ليسوا على حافة المجاعة، بل في الواقع هم يموتون جوعا، ويبدأ الأمر بالأكثر ضعفاً: كبار السن، والجرحى، والأطفال. إننا نسمع عن أعداد متزايدة من الأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية الحاد والعطش، مشيرة إلى أنه في حال لم تتغير الأمور، ستتزايد هذه الحالات في أنحاء القطاع.

وقالت “هذه عملية قتل جماعي بطيئة للأطفال منذ خمسة أشهر. الأطفال الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة ونمو طبيعي منذ أشهر قليلة، يموتون أمام أعين والديهم، التجويع هو موت بطيء وقاسٍ ومؤلم جداً. تخيل أنك أم أو أب، وعليك أن تمر بذلك، عليك مشاهدة طفلك يعاني بهذا الوضع وأنت غير قادر على فعل أي شيء للمساعدة.

وقف إطلاق النار الفوري هو الأولوية الأولى

وأضافت جلالتها أن وقف إطلاق النار الفوري هو الأولوية الأولى، كما أن الذي دفع الأردن للبدء بالإنزالات الجوية، هو تعنت إسرائيل لفتح نقاط الوصول البرية، ولم يكن بوسع الأردن الجلوس مكتوف الأيدي وهو يرى الناس يموتون جوعاً، كما أن الجميع يعلم أن الحاجة أكبر بكثير مما نستطيع تقديمه.

وحول الإنزالات الجوية، أشارت جلالتها إلى ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني، منذ البداية، بأنها غير كافية وليست بديلاً عن وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.

لذلك لا ينبغي على الدول استخدامها كمفر أو ذريعة لعدم القيام بما يجب القيام به، وهو تنفيذ وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وفتح جميع نقاط الوصول إلى غزة، وبالأخص الطرق البرية، وتبسيط عملية التفتيش، والتأكد من وصول آمن داخل غزة حتى يتم توزيع المساعدات.

وقالت في الوقت الذي يتضور فيه الأطفال جوعاً كل لحظة هي فارقة، وكل وجبة لها أهميتها، مبينة جلالتها أن المجتمع الدولي تجاوز الآن مرحلة محاولة إقناع إسرائيل بالقيام بهذه الأشياء، ويجب البدء فعلياً باستخدام الضغط السياسي لحملهم على اتخاذ التدابير اللازمة.

وطالبت جلالتها المجتمع الدولي التدخل بجدية، مشيرة إلى أن إسرائيل تمكنت من الإفلات من العقاب، وقد أثر ذلك على مصداقية العديد من الدول في الغرب.

وأعربت جلالتها عن امتنانها لرؤية بعض الدول وقد غيرت مواقفها، وما هو ملاحظ من تضامن استثنائي لشعوب العالم.

وأضافت “هذا أدى لحدوث صدع بين الشعوب وقادتها، حيث يتساءل الناس متى ستتخذ حكوماتهم مواقف أكثر حسماً؟ ففي كل مرة يتم فيها انتشال طفل من تحت الأنقاض، فإن مصداقية دول، حتى كالولايات المتحدة، والقيم المتعلقة بالمساواة والعدالة وحقوق الإنسان، تصبح موضع شك.

وقالت إن الناس لا يشعرون في الجزء الذي أعيش فيه من العالم بالغضب فحسب، بل يشعرون بخيبة الأمل والإحباط، “كثيرون كانوا معجبين بالقيم الغربية، لكن عليهم الآن إعادة التفكير في نظرتهم للعالم لأنهم يتساءلون، كما تعلمون، كيف تكون حقوق الإنسان مضمونة للبعض، لكن يتم نكرانها عن البعض الآخر”.

وفي إشارة إلى قرار إسرائيل الأسبوع الماضي بناء مستوطنات جديدة، قالت جلالتها طالما يُسمح لإسرائيل بالإفلات من خرق القانون الدولي – وما دام حلفاؤها لا يحملونها المسؤولية- فذلك سيزيد حصانتها من العقاب، لذلك، بقيت إسرائيل تتحدث لسنوات عن السلام، ولكنها تحكم عليه بالموت من خلال بناء المستوطنات، الأمر الذي يجعل قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة جغرافياً أقل قابلية للحياة يوماً بعد يوم.

 

Exit mobile version